قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن فى خطاب له أجراه الليلة فى رام الله عشية ذهابه إلى "الأممالمتحدة" لتقديم طلب بالاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف أنه سينقل كل معاناة الشعب الفلسطيني الذي تنتهك حقوقه منذ 63 عاماً على مرآي ومسمع من العالم الذي أنشأ "الأممالمتحدة" لحماية حقوق الشعوب لاختيار مصائرها.
وأشار إلى أنه سيذهب إلى "الأممالمتحدة" من أجل حق مشروع ألا وهو المطالبة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين فى المنظمة الدولية على أن تكون هذه الدولة موجودة فى حدود 1976 وعاصمتها القدسالشرقية.
وأكد على أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن إعلان الدولة الفلسطينية فشلت جميعاً بسبب السياسة الإسرائيلية المتعنتة والتي لا تحترم قرارات "الأممالمتحدة" أو الاتفاقات التي أبرمت مع السلطة الفلسطينية.
ويأمل أبو مازن أن يلقى طلب الوفد الفلسطيني فى "الأممالمتحدة" تأييداً واسعاً, وهذا الطلب بالعضوية الكاملة لن يمس "منظمة التحرير الفلسطينية" بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
وقال أن "منظمة التحرير الفلسطينية" ستبقى ممثلة للشعب الفلسطيني إلى أن يتم حل القضية الفلسطينية بالكامل وهي السلطة العليا للشعب الفلسطيني الذي انبثقت منها السلطة الفلسطينية الموجودة حالياً ولذلك كل من يتحدث عن ضياع المنظمة فهو لا يتحدث عن الواقع ومن أهم القضايا التي يجب حلها هي قضية اللاجئين.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية تعمل بكل جهد ممكن من أجل الحفاظ على حياة كريمة للفلسطينيين ومن خلال تقرير "البنك الدولي" الصادر هذا الشهر بشأن أداء الحكومة الفلسطينية يقول أن السلطة الفلسطينية تفوقت في مجالات التنمية وإدارة النفقات وتقديم الخدمات واعتبرها التقرير تقدم جوهري قامت به السلطة الفلسطينية.
ويؤكد أبو مازن أن هناك عدد من الأسباب وراء الإصرار الفلسطيني على الذهاب إلى "الأممالمتحدة" يأتي فى مقدمتها أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما قال أنه يريد أن يري دولة فلسطينية.
والسبب الثاني هو أن المجموعة الدولية الرباعية قالت أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لابد أن تبدأ في سبتمبر على أن تنتهي فى سبتمبر.
وقال أن السبب الثالث هو أن السلطة الفلسطينية تعهدت بأن يكون هناك مؤسسات قادرة على إدارة دولة كاملة فى شهر سبتمبر.
ومن جانب أخر, جاء تقرير البنك الدولي هذا الشهر ليثبت أن السلطة أوفت بعهدها كما أن 126 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية بالفعل وهو الأمر الذي يشجع الفلسطينيين أكثر للذهاب إلى "الأممالمتحدة".
وأضاف أنه بعد إعلان الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 سيكون من السهل التفاوض مع الإسرائيليين على مرجعية متفق عليها دولياً, وسيكون التفاوض على عدد من القضايا.
وهي القدس واللاجئين والحدود والمياه والأمن والمستوطنات وأهمها قضية الأسري الفلسطينيين وهم سيكونون فى حال الاعتراف بدولة فلسطين أسري حرب.
وأوضح أن الفلسطينيين غير ذاهبين للأمم المتحدة من أجل الحصول على الاستقلال لأن هذا سيكون طلباً مستحيلاً.
لكنهم ذاهبون إلى هناك لطلب العضوية الكاملة فى المنظمة الدولية وسيعودون مرة آخري من أجل التفاوض مع إسرائيل ولكن من خلال شرعية دولية تحافظ لهم على حقوقهم.
وأوضح أن الفلسطينيين لا يسعون لنزع الشرعية عن إسرائيل أو عزلها لأنها دولة معترف بها ولا يمكن عزلها أو نزع شرعيتها ولكنهم يريدون نزع الشرعية عن سياسات دولة إسرائيل وعزل الاحتلال.
وفى النهاية طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن جميع الفصائل الفلسطينية للتوحد حول هدف واحد وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي سيؤدي للاستقلال في نهاية المطاف.