قال هارون ماجد الكاتب الصحفي بشئون الشرق الأوسط إن الرئيس محمد مرسي يمكنه إصلاح صورته الدولية المشوهة بعد المظاهرات الأخيرة في مصر عن طريق تعزيز دوره كوسيط مسئول في الصراع العربي الإسرائيلي عن طريق استخدام وضعه الفريد كرئيس إسلامي، موضحًا أن الطريقة الأكثر فعالية لأداء هذا الدور هو عن طريق زيارة القدسالمحتلة. و ضرب ماجد في مقالته المنشورة بصحيفة "ديلي بيست" الأمريكية المثل بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل، مشيرًا إلى أنها كانت سببًا رئيسيًا في تعبئة الرأي العام الإسرائيلي خلف اتفاقية السلام مع مصر والتي أوجبت الانسحاب من سيناء، مشيرًا إلى أنه عبر السير على نفس هذا النهج فسوف يستطيع الرئيس مرسي منح حياة جديدة لعملية السلام.
ويوضح الكاتب أن الوقت الحالي سيكون ممتازًا ليحذو مرسي حذو السادات ويزور إسرائيل، خاصة مع قرب الانتخابات فيها وشعور الإسرائيليين بعدم الإيمان والعزلة عن الشرق الأوسط المتغير بعد حرب غزة، مضيفًا أن زيارة مرسي سوف تعمل على تبديد هذه المخاوف بالإضافة إلى تقويض الشعور المعادي للسلام من قبل الحكومة الإسرائيلية، فلن يستطيع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الإدعاء أن العالم أجمعه ضد إسرائيل بلا مبرر.
وأشار الكاتب الي أنه إذا زار الرئيس مرسي إسرائيل فسيكون من الواجب عليه زيارة متحف "الهولوكوست" الإسرائيلي و مركز مؤسسة "ياد فاشيم" والاعتراف العلني بجرائم "الهولوكوست" بالإنجليزية والعربية، وذلك سيكون انتقادًا لاذعًا لإنكار الهولوكوست الذي يناصره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، كما أن إظهار الفهم الحقيقي للمخاوف الإسرائيلية اللازمة لاتفاقية سلام طويلة المدى مع الفلسطينيين.
وتابع: كما سيكون من الواجب عليه الحديث أمام البرلمان الإسرائيلي أو الكنيست وإظهار الاحترام للشخصية الديمقراطية الإسرائيلية إلى جانب إعلان دعمه للدولة الفلسطينية في الضفة الغربيةوغزةوالقدسالشرقية. أوضح الكاتب أن هذه الزيارة سوف تجبر الجمهور الإسرائيلي النظر حقًا للصراع الفلسطيني خلال الانتخابات القادمة بدلًا من التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية المحلية.
وأشار إلى أن الرئيس مرسي بإمكانه تغيير الحوار الانتخابي الإسرائيلي بالكامل مع حملة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة التي تكافح لتوضيح أهمية الحل القائم على دولتين من أجل مستقبل إسرائيل.
ويرى الكاتب أن زيارة مرسي لن تجبره على التخلي عن دعمه للشعب الفلسطيني، فمن المرجح أن يكون جزء من زيارته متضمنًا الصلاة في المسجد الأقصى المبارك في القدسالشرقية، مؤكدًا للمجتمع الدولي الاتصال الإسلامي بالقدسالشرقية كعاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية. بالإضافة إلى أنه سيكون عليه زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ومن خلال زيارته التاريخ له سيثبت الرئيس مرسي أن الطريقة الوحيدة لحل هذا الصراع المميت هو إجراء المباحثات ونبذ العنف.
و في نهاية مقاله، يرى ماجد أن الرئيس مرسي لديه قابلة فريدة للتأثير على عملية السلام بسبب خلفيته الدينية و الظروف التاريخية التي أوصلته إلى السلطة، قائلا: هذا هو التوقيت الذي يستخدم فيه مرسي نفوذه الفريد عبر زيارة القدسالمحتلة.