شددت عائلات مجموعة من المصريين احتجزوا في الإمارات بزعم أنهم دربوا مواطنين إسلاميين في الدولة على قلب نظام الحكم على براءة ذويها وطالبت بالإفراج عنهم. وألقي القبض في أواخر نوفمبر تشرين الثاني على ما يصل إلى 11 مصريا يقيم معظمهم في الإمارات منذ وقت طويل واتهموا بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها أيضا الرئيس المصري محمد مرسي.
وذكرت أسر المحتجزين يوم الأربعاء أن الاتهامات الموجهة إليهم لا أساس لها. وذكرت هدى عبد المنعم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر خلال مؤتمر صحفي بمقر مركز سواسية لحقوق الإنسان في القاهرة أن سلطات الإمارات استهدفت المصريين المعتقلين بغير وجه حق.
وقالت "كلهم قدم من علمه وعمله ما أسهم به في رفعة ورفاهية أشقائهم في الإمارات. إذا بأجهزة أمنهم ترد إحسانهم بإساءة بالغة لحريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم وتنتزعهم انتزاعا من أهلهم وأعمالهم لتفتري عليهم الزور والبهتان. لذا فإن التنديد والشجب لا يكفيان لرد هذا العدوان الغاشم والبهتان الواضح وعلى الدولة المصرية أن تؤدي واجبها وفريضتها في حماية رعاياها أينما كانوا وتكفل رعايتهم."
وعبرت الإمارات مرارا عن عدم ثقتها في الإخوان المسلمين واعتقلت زهاء 60 إسلاميا الشهر الماضي واتهمتهم بإقامة روابط مع الجماعة في مصر وبالتآمر على حكومات دول عربية خليجية.
وتلا مقداد صالح ابن صالح فراج أحد المحتجزين في الإمارات بيانا نيابة عن أسر المعتقلين ناشد فيه مرسي المساعدة. وقال "ونحن الآن نناشد السيد الدكتور رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ووزير الخارجية الوقوف معنا في طلب الإفراج العاجل وغير المشروط عنهم, وهذا ما يليق بجمهورية مصر العربية وقدرها."
ولم يعرف بأمر اعتقال المصريين إلا يوم الثلاثاء عندما ذكرت صحيفة تصدر في الإمارات نقلا عن مصدر لم تسمه أن السلطات ألقت القبض على "خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المصرية". وأضافت الصحيفة أن الخلية "تضم أكثر من عشرة أشخاص من قيادة جماعة الإخوان المسلمين المصرية" وأن التحريات أثبتت "قيامهم بإدارة تنظيم على أرض الدولة (الإمارات) يتمتع بهيكلة تنظيمية ومنهجية عمل منظمة."
وتابعت صحيفة «الخليج» التي تصدر في إمارة الشارقة نقلا عن مصدرها أن المعتقلين كانوا "يقومون بتجنيد أبناء الجالية المصرية في الإمارات للانضمام إلى صفوفهم" وأنهم "أسسوا شركات وواجهات تدعم الجماعة على أرض الدولة وجمعوا أموالا طائلة وحولوها إلى الجماعة الأم في مصر بطرق غير مشروعة."
وقالت مصادر في المطار إن اللواء مجمد شحاته مدير المخابرات المصرية غادر القاهرة إلى الإمارات لإجراء محادثات فيما يبدو أنها محاولة لتخفيف التوتر. كما جاء في بيان للرئاسة المصرية خلا من التفاصيل أن معاونا للرئيس مرسي سلم رسالة إلى رئيس دولة الإمارات.
وأدار المؤتمر الصحفي بمقر مركز سواسية في القاهرة عبد المنعم عبد المقصود المحامي الموكل من أسر المحتجزين في الإمارات والذي تربطه صلات وثيقة بالإخوان المسلمين. وقال عبد المقصود "نحن عندما نتحدث عن هؤلاء.. عندما نثير قضية هؤلاء.. نثير قضية مواطنين أهدرت كافة حقوقهم. الموضوع ليس موضوع الإخوان المسلمين ولا موضوع ضاحي خلفان. الموضوع هو موضوع أشخاص مصريون تم إهدار حقوقهم. على الجميع الآن أن يتكاتف لعودة هؤلاء إلى وطنهم ما داموا لم توجه لهم تهمة ولم يمثلوا أمام أي جهة تحقيق".
وطالب أسامة العاجر شقيق مدحت العاجز أحد المصريين المحتجزين في الإمارات بالسماح للأسر بتوكيل محامين للدفاع عن ذويها. وقال "إذا كان لديهم مستندات يقدموها عن هؤلاء. أو يفصحوا لنا أن نقدم محامين لهؤلاء. مش الآن محتجزين.. أنا سبق وقلت إن المجرم القاتل المعتدي ذويه بتشوفه.. بيزوروه.. إنما إلى لآن لم أحد يزرهم. حتى السفارة المصرية الآن لم تعرف أماكن هؤلاء.. هم فين."
وذكرت نائلة ابنة أحمد طه أحد أفراد المجموعة المحتجزة في الإمارات أن والدها لم يتهم بأي مخالفة للقانون طوال السنوات التي عمل خلالها بالإمارت.وقالت "أنا بابا بيشتغل في الإمارات من سنة 81.. بقى له 30 سنة بيشتغل هناك. عمره ما طلعت ضده أي شكوى. بابا كان مسافر وراجع..يعني ثلاثة أسابيع وراجع الإمارات ثاني. عايزين نعرف إيه اللي حصلو إزاي يتعاملوا.. وازاي يعملوا كدا وتترد لهم كرامتهم ويطلعوا فورا يعني. إحنا عمرنا ما تعودنا من الإمارات عن أي ظلم. عشنا طول عمرنا هناك عمرنا ما شفنا ظلم أو شفنا حد بيتظلم هناك أساسا."
وتوترت العلاقات بين مصر والإمارات منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك عام 2011. وسبق أن عبرت الإمارات عن ارتياب عميق في جماعة الإخوان التي وصلت إلى السلطة في مصر من خلال الانتخابات بعد أن كانت محظورة.
وذكرت صحيفة الخليج في سبتمبر أيلول أن إسلاميين احتجزوا في الإمارات اعترفوا بتكوين قوة مسلحة بهدف الاستيلاء على السلطة وإقامة دولة إسلامية. واستدعى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آلنهيان الشهر الماضي السفير المصري بخصوص تقارير أوردتها وسائل الإعلام المصرية عن مؤامرة إماراتية مزعومة ضد القيادة المصرية. مواد متعلقة: 1. القوى السياسية تطالب بتدخل الحكومة للافراج عن «المعتقلين» بالامارات 2. الوحدة الاماراتي يقترب من ضم مدافع استرالي 3. الامارات العربية ومصر الاخوانية .. من التلميح الي التصريح