رحبت عدد من الأحزاب والتيارات الدينية في مصر بدعوة شيخ الأزهر أحمد الطيب للمصالحة بين القوى السياسية المختلفة بعد أن انتهت أزمة الدستور بإعلان موافقة 63.8% من الناخبين عليه مساء أمس. فمن جهته رحب التيار السلفي بالمبادرة التي أطلقت مساء أمس الثلاثاء، وقال محمد مختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحسوبة على التيار السلفي في مصر، إن المصالحة بين القوى السياسية المؤيدة والمعارضة ضرورية، وهي مطلب لكل المصريين، بحسب وكالة الأناضول.
وأضاف، أن رفض تلك المبادرة يهدد مصر بالانقسام وانهيار الاقتصاد لهروب الاستثمارات، مؤكدا أن "دعوة شيخ الأزهر تأتي انطلاقا من شعوره بدوره الكبير الذى ننتظره منه دائما".
من جانبها، أعلنت نقابة الدعاة "المهنية" المعبرة عن دعاة جماعة الإخوان المسلمين دعمها للمبادرة، وقال عضو النقابة، عبدالعزيز رجب لمراسل الأناضول، إن "النقابة تقبل الاستفتاء على الدستور وترتضي نتيجته، وترجو من جميع القوى السياسية الآن العمل على بناء مصر".
كما أكد حزب الحضارة في بيان له اليوم الأربعاء على أهمية المبادرة، داعيا كل "القوى الوطنية الحريصة على مستقبل البلاد، إلى نبذ الخلاف والعمل معاً متكاتفين للنهوض بمصر وتحقيق آمال شعبها في الرخاء والتقدم والرقى، وعدم اتاحة الفرصة لمن يرغب في زرع الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة، وتعطيل المسيرة لغرض في نفسه".
وشدد الحزب في بيانه أنه "ليس معنى ذلك مطلقاً أن تقوض المعارضة أو تتخاذل بل هي ضرورة لحياة ديمقراطية سليمة عن طريق الآليات المتعارف عليها في الدول الديمقراطية المتحضرة متمثلة في النقد البناء الموضوعي، وليس بتعطيل مرافق الدولة ومصالح الشعب وانتهاج أساليب غير لائقة".
وكان الأزهر قد أطلق مبادرة عقب إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور بالموافقة، مساء أمس الثلاثاء، يطالب فيها بالمصالحة الوطنية بين مختلف القوى السياسية والشعبية وطالب الشعب المصري "بكافَّة أطيافه الوطنية والسياسية والحزبية والفكرية بأنْ ينسوا جميعًا خلافاتهم، مَن قال منهم: لا ومَن قال: نعم للدستور، مَن اصطف منهم مع الموالاة والتأييد ومَن اختار المعارضة والنقد السياسي".
وشدد شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان له عقب إعلان نتيجة الاستفتاء على أنه "لابد من إزالة كلَّ الآثار السلبية التي تواكبت مع عملية الانتخابات والاستفتاءات السابقة، وتوابعها من التوتُّرات والاحتقانات، وأنْ يعود المصريون يدًا واحدة لبناء الوطن، مع احتفاظ كلٍّ منهم بموقفِه السياسي بالأساليب الديموقراطية السياسية، بعيدًا عن كلِّ ألوان العنف والنِّزاع والفُرقة، مما يتطلب وجوب سعي الجميع الي المصالحة الوطنية الشاملة". مواد متعلقة: 1. ممثلو الأزهر: المادة الرابعة في الدستور ليست "صفقة" 2. "الأزهر" يحذر من استغلال اسمه في صراعات سياسية أو حزبية 3. شيخ الأزهر: هذه مرحلة "بناء مصر" والمصالحة الوطنية الشاملة