دعا الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر ، الشعب المصري بكافَّة أطيافه الوطنية والسياسية والحزبية والفكرية إلى المصالحة الوطنية الشاملة باعتبارها ضرورة ملحة وعاجلة في الوقت الحالي . وقال شيخ الأزهر فى بيانه الذي أصدره مساء اليوم الثلاثاء عقب إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور رسميا :« أدعو الشعب المصري وكل القوى السياسية بأنْ ينسوا جميعًا - مسئولين وغيرهم، مَن قال منهم: "لا" ومَن قال: "نعم"، مَن اصطف منهم مع الموالاة والتأييد ومَن اختار المعارضة والنقد السياسي - كلَّ الآثار السلبية التي تواكبت مع عملية الانتخابات والاستفتاءات السابقة، وتوابعها من التوتُّرات والاحتقانات، وأنْ يعودوا يدًا واحدة لبناء الوطن، مع احتفاظ كلٍّ منهم بموقفِه السياسي بالأساليب الديمقراطية السياسية، بعيدًا عن كلِّ ألوان العنف والنِّزاع والفُرقة، واستهلاك طاقة المواطنين فيما يضرُّ البلاد والعِباد مما يتطلب وجوب سعي الجميع إلي المصالحة الوطنية الشاملة. كما دعا الطيب كافة أطياف الشعب المصري بأن ينطلقوا جميعًا لبناء الوطن، واستكمال مؤسساته الوطنية الدستورية، وبناء الروح الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة التي أجمَعْنا عليها؛ لينعم المواطنون في ظِلالها بكلِّ حقوقهم وحريَّاتهم التي نصَّ عليها الدستور بعيدًا عن كل صور التضييق والأحكام الاستثنائية التي أرهَقت المواطنين، وبددت جهودهم، وصرفتهم عن المشاركة الجادَّة في العمل السياسي والخدمة الوطنية. وطالبهم بأن يطلقوا العنان للطاقات الخلَّاقة، والجهود الفكرية والعملية، على طريق بناء الاقتصاد المصري، الذي عانَى بشدَّة من الخلافات والنِّزاعات؛ لتعود مصر القويَّة، بشعبها وجيشها ومواردها الغنيَّة المتنوعة، وقيادتها المنتخَبة، واحةَ عزَّةٍ وكرامةٍ وحرية وعيش كريم لأبنائها ومِعطاءة، مُتضامِنة مع جميع أخواتها من الدول العربية والإفريقية والإسلامية، وإذا صحَّ العزم وضح السبيل ، مصداقا لقوله تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105].