القدس المحتلة: نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الخميس "خارطة الحل الدائم" التي اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس وهي قريبة إلى حد ما من حدود جدار الفصل العنصري. وذكر موقع "عرب 48" الاخباري أن الخارطة المنشورة تضم القدس والمستوطنات المحيطة بها والكتل الاستيطانية الرئيسية إلى إسرائيل، وبدلا منها تمنح السلطة الفلسطينية أراض قاحلة في النقب، وفي محيط قطاع غزة. وحسب خريطة أولمرت تضم حقول مستوطنات باري وكيسوفيم ونير عوز المحيطة بقطاع غزة، إلى الدولة الفلسطينية، وتشمل ممرًا آمنًا بين غزة والضفة الغربية. كما يرد ضم 6.3% من أراضي الضفة الغربية، يسكنها 75% من المستوطنين لإسرائيل، وإخلاء باقي المستوطنات الواقعة في عمق الضفة الغربية. ومن بين التكتلات التي تضمها الخارطة لإسرائيل معليه أدوميم ، غوش عتسيون، أرئيل، والمستوطنات المحيطة بالقدس. واقترح أولمرت على عباس أراض بديلة بنسبة 5.8% وممرا آمنا بين الضفة الغربية وقطاع غزة، على شارع يكون تحت السيادة الإسرائيلية دون يكون فيه تواجدا إسرائيليا. وذكرت "هآرتس" أن أولمرت أوكل العقيد (احتياط) داني تيرزا وهو المخطط الرئيسي لجدار الفصل العنصري برسم خارطة الحل النهائي مع الفلسطينيين، وأشارت إلى أن أولمرت توصل إلى تفاهم غير مكتوب مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأن تحصل إسرائيل على معونات لتطوير النقب والجليل من أجل استيعاب المستوطنين الذين يتم إخلاؤهم من المستوطنات، بعد استيعاب قسم كبير منهم في التكتلات الاستيطانية. وقال مكتب أولمرت ردا على نشر الخريطة: "عرض رئيس الحكومة في 16 سبتمبر/ أيلول 2008 على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خارطة أعدت بناء على عشرات المحادثات التي أجراها الاثنان في إطار المفاوضات المكثفة التي أعقبت مؤتمر أنابوليس. والخارطة التي عرضت تهدف إلى حل مشكلة الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن تسليم الخارطة لعباس كان مشروطا بالتوقيع على الحل الدئم والشامل، وذلك كي لا يستخدمها الفلسطينون كنقطة انطلاق مستقبلية للمفاوضات. وحينما لم يبد عباس موافقة على التوقيع على تسوية نهائية وشاملة، لم تسلم له الخارطة.