اختفى جهاد المقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية عن الساحة بعد أن كان يطل علينا كل ليلة من خلال المؤتمرات الصحفية التي يدافع فيها عن نظام الأسد ، ومتهما الغرب بترويج الشائعات التي تهدف لزعزعة الوضع في بلاده، وبدأنا نقرأ اخبارا تتحدث طارة عن انشقاقه ، وأخرى تتحدث عن اعطائه اجازة رسمية ، ووسط هذا وذاك يظل المقدسي غائبا ومعه سر الاختفاء.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية في عددها الصادر أمس الثلاثاء أن الناطق السابق بلسان الخارجية جهاد مقدسي خارج البلاد في إجازة رسمية لمدة ثلاثة اشهر .
وأضافت الصحيفة أن "مقدسي، الذي كانت سرت شائعات، ترقى إلى حد المعلومات، عن مغادرته سوريا عبر لبنان، لم يظهر بعد على أي وسيلة إعلامية، لا ليعلن انشقاقه ولا بقاءه مع النظام الذي التزم بداية الصمت، قبل أن يخرج المصدر الرسمي السوري أمس ليقول إن مقدسي مجاز وليس منشقا".
كما نفى مصدر رسمي للصحيفة ما تردد حول احتمال تسلم المسئولة عن المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي لونا الشبل ، مهام مقدسي، واصفا إياها ب"الشائعات".
وفي المقابل ، أكدت أوساط في المعارضة السورية أن مقدسي غادر دمشق بالتنسيق معها منذ البداية، وأن كل همه كان تأمين عائلته، وأشارت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "مقدسي الذي كان يفترض أن يتصل بقناة معينة لم يفعل بعد خروجه ثم اختفت أخباره".
وأشارت المصادر إلى أن معلومات وردت إلى بعض المعارضين أن مقدسي قد أوقف من قبل بعض الجهات اللبنانية التي لم تحدد هويتها، وسلم إلى السلطات السورية، مبدية "تخوفا حقيقيا على مصيره".
انشقاق
وكان النائب اللبناني عاصم قانصو المقرب من النظام في سوريا، قال خلال مقابلة تلفزيونية، أن مقدسي "شوهد" في منطقة بيت مري القريبة من بيروت، بينما تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر انشقاق المقدسي قبل أربعة أيام وترجيح انتقاله إلى لندن، ثم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وأوضح قانصو أنه لم يشاهد المقدسي شخصيا "لكن صديقا مقربا وموثوقا أخبرني أنه كان موجودا في أحد مطاعم برمانا يتناول وجبة طعام مع عائلته"، مؤكدا أن المقدسي "لم ينشق عن النظام السوري".
وأوضح أن ما جرى في قضية المقدسي "أن خلافا إداريا حصل، فنحي جانبا بقرار إداري وليس إقصائيا، وبالتالي لم يكن على خلاف مع أحد، علما بأنه من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد".
وتزامنت هذه التصريحات مع توافر معلومات في بيروت عن أن المقدسي كان يزور العاصمة اللبنانية باستمرار حيث تقيم عائلته منذ نحو عام، وأنه كان يواظب على زيارة السفارة السورية في بيروت.
وفي حين تحدثت المعلومات عن توجهه إلى لندن عبر مطار بيروت الدولي،وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية أشارت قبل أيام إلى أن المقدسي "في طريقه إلى الولاياتالمتحدة"، ونسبت إلى مصادر دبلوماسية موثوقة أن المسئول السوري السابق "في طريقه أو قد يكون وصل الولاياتالمتحدة بعدما تمكن من مغادرة دمشق إلى بيروت".
ويذكر أن مقدسي مسيحي من دمشق، كان يعمل في السفارة السورية في لندن عندما تم استدعاؤه إلى دمشق بعد بدء حركة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الأسد في منتصف مارس 2011.
وقد ابلغ أصدقاء له وكالة "فرانس برس" انه تعرض أخيرا لانتقادات من المسئولين عن الإعلام في القصر الرئاسي ومسئولين في وزارة الخارجية السورية، ما آثار امتعاضه.
ويتحدث مقدسي اللغات العربية والفرنسية والانكليزية بطلاقة، وهو أب لطفلين يقيمان مع زوجته في بيروت حيث اعتاد زيارتهم خلال عطل نهاية الأسبوع، بحسب ما يقول الأصدقاء.