قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية الاثنين إن كل من أقدم على إضراب عن الطعام حتى مات فهو "آثم". وبين الغنوشي، في تصريحات للصحفيين خلال المؤتمر الدولي الأول "المواطنة والأقليات في العالم الإسلامي" أنه "لا يوجد نص ديني يمنع أو يشرع للإضراب عن الطعام ولكن هناك من علماء الدين من أجازه وهناك من شرعه وهو بذلك موضوع اجتهادي".
وتوفي في تونس السبت وليلة الجمعة الماضيين كل من البشير القلي ومحمد البختي، بعد أن دخلا في إضراب عن الطعام منذ أكثر من شهر ونصف بسبب اعتقالهما على خلفية أحداث السفارة الأميركية في تونس في سبتمبر الماضي خلال مظاهرات ضد فيلم مسيء للإسلام.
ولفت الغنوشي إلى أن "الذين أجازوا حق الإضراب من الفقهاء اشترطوا على أن لا يفضي للهلاك، يبقى فقط أسلوبا احتجاجيا وللفت النظر، ونحن مارسناه في السجون ولا ننكره على غيرنا".
من جانب آخر، ذكرت وكالة "أنباء الأناضول" أن 139 سجينًا أغلبهم من التيّار السلفي قد دخلوا في إضراب عن الطعام من أجل تحقيق جملة من المطالب المتعلقة أساسا بإطلاق سراحهم والإسراع في المحاكمة.
وقالت الناشطة الحقوقية إيمان الطريقي رئيس منظمة "حريّة وإنصاف" إن عدد المضربين عن الطعام في ارتفاع مستمر خاصة بعد وفاة شابين سلفيين نهاية الأسبوع الماضي بعد حوالي 55 يوما من إضراب عن الطعام في السجون التونسية.
وأشارت الطريقي إلى أن عددا من المضربين قد بدؤوا إضرابهم منذ 17 سبتمبر الماضي وهم في وضعيات صحيّة صعبة، كما أن عدد المضربين في ارتفاع مستمر و"مرشّح للارتفاع".
ولفتت إلى أن أغلب المضربين هم من التيّار السلفي الذي تم إيقافهم إثر أحداث اقتحام السفارة الأمريكية في سبتمبر.
وتتمثل مطالب المضربين أساسا في إطلاق سراح "غير المتورطّين" إضافة إلى تحسين وضعية السجون والتعجيل بالمحاكمات والبتّ في القضايا إلى جانب فتح تحقيق في قضايا التعذيب ضدّهم، بحسب ما قال نشطاء حقوقيون.
على صعيد آخر، أقرّ فوزي جاب اللّه مستشار وزير العدل التونسي لمراسل الأناضول بارتفاع عدد المضربين داخل السجون التونسية مؤكّدا استمرار المفاوضات بمساعدة من ممثلي جمعيات المجتمع المدني ومحامي لجنة الدفاع من أجل إقناع المضربين بتعليق إضرابهم.
كما أكّد أن وزارة العدل لا يمكنها الاستجابة لطلبات إطلاق السراح المسجونين ف"ذلك من مهمة القضاء الذي يجب أن يكون مستقلاّ، ولكن الوزارة مستعدة للاستجابة لبقية الطلبات".
وقد توفي نهاية الأسبوع الماضي سلفيين في السجون التونسية بعد إضرابهم عن الطعام لحوالي 55 يوما وهو ما أثار ردّة فعل الرأي العام التونسي ضدّ وزيريْ العدل وحقوق الإنسان. مواد متعلقة: 1. الغنوشي يفضل خوض "النهضة" للانتخابات ضمن ائتلاف 2. رسالة لابنة الغنوشي تثير استياء أحزاب المعارضة بتونس 3. «الغنوشي»: لا نسعى لإقامة دولة إسلامية