أزمة تفجرت بين جماعة الأخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة والكنيسة الأرثوذكسية، بعدما أعلنت الكنيسة أن حزب الجماعة لن يحضر قداس تنصيب البابا اليوم بعدما فشلت في التواصل مع قادته، فضلاً عن إعلان الرئيس لعدم الحضور، الأمر الذي فسرته مصادر إخوانية بأن الرئيس وقادة الحزب تعرضا لضغوط من التيارات المتشددة مستندة لفتوى عدم جواز حضور المسلم للمراسم الدينية لغير المسلمين. ومن جانبه قال الدكتور «عبد الخالق الشريف» رئيس قسم الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين، انه لا يجوز حضور قداس الكنيسة لأنه عبادة لا يجوز المشاركة فيها أمام التهنئة فقد أجازها الإسلام لأنه فعل إنساني، وليس هذا اعتراف من احد بعقائد دين الطرف الآخر "فعلي سبيل المثال لا يجوز دعوة الغير المسلم لحضور صلاة الجمعة".
وأضاف عبد الخالق "أنه علي الأزهر الشريف يتبني الفتوى الجماعية حتى يخرج المجتمع بلبلة الفتاوى الفردية، وذلك لحسم القضايا الشائكة وعلي رأسها تهنئة الغير المسلمين والفن والبنوك وغيرها من الأمور التي تحدث حالة من الجدل السلبي داخل المجتمع، وذلك بعد الرجوع إلي الفنيين والمختصين في كل مجال".
وحول عدم حضور الرئيس «مرسي» حفل تنصيب البابا، توقع عبد الخالق أن يكون انشغال الرئيس بالقضايا المشتعلة علي الساحة الآن وعلي رأسها القذف الإسرائيلي علي قطاع غزة، وأزمة التأسيسية وغير من الأمور الهامة قد تكون منعته من حضور الحفل.
ورجحت مصادر إخوانية أن عدم حضور الدكتور «محمد مرسي» رئيس الجمهورية، حفل تنصيب البابا «تواضروس الثاني»، يرجع إلي وجود بعض الضغوط علي الرئيس من جانب عدد من التيارات الإسلامية المتشددة بعدم جواز حضور مراسم غير المسلمين بشكل جعل الرئيس يقرر عدم الحضور حتى لا يشحن الأجواء السياسية والدينية بالبلد، علاوة علي انشغاله بالأوضاع المتوترة بقطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي عليها.
وقال وليد شلبي المستشار الإعلامي لمرشد جماعة الأخوان المسلمين أن "وفدًا رفيع المستوى سيحضر قداس التنصيب اليوم، رافضًا الكشف عن أطراف الوفد"، بينما أشار أحمد سبيع المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة أن "الحزب لم يتلق أي دعوات حتى مساء الخميس".
أما موقف الكنيسة الأرثوذكسية، فقال الأنبا بولا المتحدث الإعلامي للجنة الانتخابات الباباوية أن "الكنيسة تواصلت مع عدد من مسئولي جماعة الأخوان المسلمين الذين أبدوا موافقتهم على حضور القداس"، موضحًا أنه مسألة عدم حضور الرئيس للقداس يجب ألا نفسرها بعيداً عن إطارها أو بسوء نية، فلا يوجد رئيس جمهورية أو ملك طوال الفترة من العام 1928 حتى العام 1971 قام بحضور أي احتفالات بتنصيب البابا، قائلا" مرحباً بمن يأتي إلينا.. فنحن نرحب بأي شخص يحافظ على مصر، موضحاً أن وجود رئيس الوزراء دليل على اهتمام بالدولة بقداس تنصيب البابا. مواد متعلقة: 1. الأنبا بولا: مرسي سيرسل ممثلا عنه للمشاركة في حفل بتجليس البابا 2. الكنيسة: «مرسي» و«السلفيين» لن يحضروا حفل تنصيب البابا 3. بعد غيابه عن تنصيب "البابا"..مرسي في مواجهة الانتقادات والتماس العذر