تصدر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة صفحات الصحف العربية الصادرة صباح اليوم السبت، حيث تواصلت دعوات الدول العربية والفصائل الفلسطينية إلى وحدة الصف . فمن جانبها واصلت الصحف السعودية تعليقها على العدوان ودعت إلى اتخاذ موقف موحد يرغم القوى الكبرى للضغط على إسرائيل لوقف هذا العدوان، وكذلك من اجل منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وحقه في إقامة دولته المستقلة فوق أرضه وعاصمتها القدس.
وتحت عنوان "وقف عبث إسرائيل أو إعادتها إلى نقطة الصفر"، قالت صحيفة "الوطن" السعودية: "إن الخطوة التي قامت بها مصر أمس بالعمل الميداني على تهدئة الأمور في قطاع غزة من خلال زيارة رئيس وزرائها هشام قنديل لغزة، تعد خطوة إيجابية يفترض أن تستكمل بما هو أبعد من وقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين".
وأكدت الصحيفة أن مصر قادرة على الضغط بمساعدة الدول العربية ووحدة الفصائل الفلسطينية إن توفرت الإرادة لدى الجميع لإنهاء العبث الإسرائيلي بأرواح الفلسطينيين، الذي يبدو أنه لن يتوقف إلا إذا انتهت مشكلة فلسطين الأساسية وهي تحقيق المطلب الأهم المتمثل بوصولها إلى مرتبة دولة كاملة العضوية في منظمة الأممالمتحدة وليس عضوية منقوصة كما يتم السعي له حاليا".
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل التي خرقت أمس تعهدها بعدم قصف غزة خلال زيارة رئيس الوزراء المصري، خرقت من قبل كل تعهداتها واتفاقياتها مع الفلسطينيين من "أوسلو" إلى اليوم، وعرقلت كل مساعي السلام وعطلت أي جهد دولي لرفع معاناة المحاصرين في غزة.
لن يكون الأخير
من جانبها، رأت صحيفة "المدينة" أن العدوان الإسرائيلي على غزة ليس هو الأول ولن يكون الأخير فقد اجتاحت إسرائيل قطاع غزة من قبل تحت مسمى "الرصاص المصبوب" واغتالت الأطفال والنساء ودمرت البني التحتية وحولت غزة إلى خراب ودمار ويتكرر الآن ذات النهج وهو ما يعني مزيدا من أنهار الدم الفلسطيني المراق.
وأوضحت الصحيفة أن الخطوات التي اتخذتها القاهرة بسحب السفير ثم زيارة رئيس الوزراء قنديل إلى غزة تسعى لإفهام الكيان الإسرائيلي والعالم الغربي أن العربدة فى قطاع غزة ليست بالأمر السهل أو الهين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحسابات الآن في التعامل مع العدوان والغطرسة والصلف الإسرائيلي سيتم ربما بأشكال مختلفة لكن مصر تتمسك بحبال الصبر حتى تعود إسرائيل إلى رشدها، والقراءة تقول إن هناك ثمة أطراف تستفيد من هذه التحركات فالدم الفلسطيني يجب ألا يكون مهرا لفوز نتيناهو في الانتخابات أو لترجيح كفته كما إنه يجب ألا يدخل في أي حسابات إقليمية أخرى لا علاقة أو مصلحة للفلسطينيين بها أو بأجندتها.
وأكدت أن المطلوب من الدول العربية هو أن توحد موقفها في مساندة غزة بكافة الأشكال ودعوة القيادات الفلسطينية سواء في غزة أو رام الله للتوحد ونبذ الفرقة وإعادة اللحمة بحيث يقوى الصوت الفلسطيني الوطني الذي يتبنى منع تهويد المدينة المقدسة والأقصى الشريف وبناء المستوطنات وأن ينال الفلسطينيون حقوقهم كاملة.
سلام إسرائيل
وفي نفس الشأن، قالت صحيفة صحيفة "اليوم" تحت عنوان "سلام إسرائيل .. وغطرسة القوة": "إن العدوان الإسرائيلي على غزة لا يمكن تبريره حتى وإن حصلت أخطاء نتيجة لصعوبة السيطرة على فصائل عديدة تطمح إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت الصحيفة "حينما يتساءل العالم من هو المذنب في كل الجرائم التي ترتكب في أرض فلسطين، فلا يوجد سوى جواب واحد، هو إسرائيل، فإسرائيل، دائما، ترفض كل السبل التي تؤدي إلى سلام منطقي وعادل وتسوية حقيقية للقضية الفلسطينية، ومع الأسف تجد هذه الغطرسة الإسرائيلية المستمرة مساندة قوية من الذين يهرعون اليوم، وفي كل عدوان إسرائيلي، للدعوات إلى ضبط النفس وكأن القضية الفلسطينية حدثت البارحة".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تقدم عذرها الواهي المغلف بعدوانية لا حدود لها، وهي أنها ترتكب جرائمها لتحمي أمن المدنيين، وتعرف إسرائيل قبل غيرها.
مؤكدة أن أمن المدنيين لا تحققه الصواريخ ولا الحروب ولا الاعتداءات المتكررة، إنما يتحقق أمن إسرائيل والإسرائيليين في حالة واحدة هي السلام العادل، والخطأ الذي يرتكبه الإسرائيليون ويلومون الآخرين على نتائجه، هي أنهم، ومنذ سبعة عقود، ركنوا إلى حلول الحروب ومساندة القوى العظمى لعدوانيتهم، ولكن بدلاً من أن تحقق الحروب لهم الأمن، أشغلتهم بحروب مستمرة من جميع الجهات.
وعلى صعيد متصل، قالت صحيفة "البلاد" إن الحرب المجنونة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، لقيت إدانة عربية ودولية واسعة واستنكرت جميع الدول العربية وعدة عواصم دولية هذا الاعتداء الوحشي ضد مدنيين عزل من قبل دولة درجت على العنف والعدوان واقتراف كل ألوان الظلم والتعدي، وذلك طيلة تاريخها الملطخ بالدماء والتنكر لأبسط الحقوق الإنسانية.
وأضافت الصحيفة: "تأتي الهجمات الإسرائيلية حاليا على قطاع غزة لتؤكد مجددا انحدار الدولة العبرية بممارستها الهمجية إلى درجة جرائم الحرب، نتيجة استخفافها بأرواح البشر وقصفها للمدنيين من الشيوخ والأطفال والنساء، ولذلك فإن على الدول العربية أن تتداعى وبأسرع وقت إلى التوافق على قرار عربي قوي يردع هذه الممارسات الهمجية الإسرائيلية المتكررة على أهلنا في قطاع غزة، أولئك المحاصرين منذ سنوات، في تضييق غير مسبوق تمارسه القيادة الصهيونية".
ثمن الصراع الانتخابي وعلى جانب أخر أبرزت الصحف اللبنانية اليوم السبت العدوان الإسرائيلي على غزة بتفاصيله الميدانية وبمحاولة تحليل أهدافه.
واعتبرت صحيفة "الشرق" أن ما يتعرض له قطاع غزة مرفق بالحديث عن اقتحام متوقع بقوات المشاة على منطقة صغيرة شبه معزولة لا حول لها ولا طول فانه ليس أمامها سوى الدفاع عن النفس ولو بالوسائل المحدودة على الرغم من تذرع إسرائيل بإطلاق حماس للصواريخ.
وقالت أن غزة تدفع اليوم ثمن الصراع الانتخابي في إسرائيل ذلك أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي درس أوضاعه جيدا تبين له أن عملية ضخمة مثل العدوان الحالي على غزة من شأنها أن تعزز حظوظه في كسب المعركة الانتخابية وتشكيل تحالف يبقيه في الحكم.
من جهتها ..ذكرت صحيفة "اللواء" أن تفسيرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كثرت وتعددت المواقف وردات الفعل وتبقى الحقيقة الثابتة ممثلة بنزعة إسرائيل الهادفة إلى طمأنتها وهي تحتل ارض الغير بالقوة وتخشى باستمرار المقاومة المصممة على انتزاع الحقوق المغتصبة دون التوقف عند كثرة الشهداء على طريق التحرير.
اختبار للدول العربية وأضافت أن توقيت العدوان الجديد يتمحور عند الاختبار العملي لموقف دول الربيع العربي وما إذا كان نهجها قد تبدل بعد التخلص من ديكتاتورية الحكم الذي هادن المعتدي وتمسك بعضه بعلاقات يرفضها الشعب ويصر على استعادة ما اغتصب من حقوق.
بدورها ..قالت "النهار" ليست إسرائيل وحدها التي تركب الآن "عمود السماء" فحماس والفصائل الفلسطينية تركب هي الأخرى هذا العمود الذي ترسم صواريخه أعمدة دخانية ترتفع فوق إسرائيل ولا تلبث أن تختلط بدخان الغارات الإسرائيلية.
ورأت أن الطرفين باتا في مصعد كهربائي يصعب النزول منه إلى ارض الواقع رغم أن الجولة الجديدة بدأت بعد إطلاق الجبهة الشعبية القيادة العامة عدة صواريخ على إسرائيل أعتبرها البعض نوعا من استمطار تصعيد إقليمي قد يساعد النظام السوري على التنفس لكن حكومة القتلة في تل أبيب أخطأت التقدير عندما رأى بنيامين نتنياهو أن إسقاط القنابل على رؤوس الغزاويين يساعده في إسقاط أكثرية الأوراق المؤيدة له في صناديق الانتخابات التي ستجري قريبا.
وحذرت الصحيفة من انه بعدما سقط صاروخ " فجر 5 " الإيراني على تخوم تل أبيب وتوقف الطيران في مطار بن جوريون وشاهد العالم نتنياهو على شاشات التلفزة وهو يغادر مكتبه مسرعا إلى الملجأ بدا واضحا ان اسم "عمود السحاب" الذي أطلقته إسرائيل على العملية مستجلبة إياه من قصة خروج موسى باليهود من مصر لن يكون عنوانا لعملية ردعية عابرة بل لحرب جديدة مدمرة.
لن تحل شيئا ومن جانبها أكدت صحيفة "المستقبل" أن هذه الحرب الصغيرة في غزة لن تحل شيئا لان الإسرائيليين والفلسطينيين يعرفون مسبقا وجيدا أن هذه المعركة لن تؤدي إلى الانتصار في الحرب ولا إلى حل المشكلة الفلسطينية.
وأشارت إلى انه رغم معرفة الطرفين بهذه النتيجة مسبقا فإن المعركة كانت شبه مبرمجة لانها تبدو ضرورية لهما بعيدا عن حساباتهما المتعارضة وأهدافهما المتناقضة وكل طرف من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لديه جملة رسائل يريد توجيهها إلى عناوين مختلفة سواء كانت داخلية او خارجية وهي تصل وتتفاعل وترسل ردودها بسرعة القذائف المتساقطة.
وقالت صحيفة "السفير" انه لم يكن أحد يتخيل قبل أن يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شن حرب "عمود السحاب" على غزة أن هذه البقعة الصغيرة والنائية من أرض فلسطين يمكن أن تشكل محورا لتغيير الوضع الإقليمي في المنطقة.
وأوضحت ان الحرب التي أرادها نتنياهو سريعة يحقق من ورائها الردع وتحسين الظروف الأمنية سرعان ما تبدت وهما ذلك انه للمرة الأولى في العقود الأخيرة نقلت الحرب ليس فقط إلى تل أبيب وإنما إلى القدس أيضا.
وأضافت انه رغم التقديرات بتوافر قدرة إسرائيلية على سحق غزة إلا أن الخوف من تبعات وتطورات الموقف فلسطينيا وإقليميا قاد إلى الإعلان عن بدء تجنيد 75 ألف جندي كما أن الحرب التي استدعت في البداية أصوات تأييد أميركية سرعان ما حثت إدارة أوباما على بذل جهد مكثف ليس فقط مع مصر وإنما مع تركيا ودول عربية وأوروبية أخرى لمنع تدهور الموقف.
فصل دموي مكرر من جانبها ..اعتبرت صحيفة "الأنوار" أن الاعتداء الإسرائيلي على غزة ليس سوى فصل دموي مكرر في سيناريو محكوم بثلاث لاءات للعدو: لا تسوية شاملة، لا حرب كاملة، ولا هدنة مستدامة.
وأكدت انه ليس صمود غزة تحت القصف وردها بصواريخ وصلت إلى تل أبيب والقدس سوى خيار وقدر في صراع مصيري غاب طابعه القومي بالتخلي العربي وأصيب طابعه الفلسطيني بالانقسام بين فتح وحماس وصار طابعه الدولي مجرد مواقف باردة على الورق.
وخلصت الصحيفة إلى القول إذا كان اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام أحمد الجعبري هو الشرارة فإن إسرائيل تكمل الجريمة التي تحمل كل معايير إرهاب الدولة بجريمة أكبر ضد غزة محمية بجريمة سياسية هي الموقف الأميركي ومعه مواقف أوروبية تضع العدوان في خانة الدفاع عن النفس. مواد متعلقة: 1. صحف القاهرة الصادرة اليوم تبرز«اجتياح غزة و إضراب مترو الأنفاق» 2. حرب غزة تتصدر اهتمامات صحف القاهرة اليوم 3. صحف ألمانية: قرار "مرسي" يؤثر على موازين القوى في الشرق الأوسط