احتشد أكثر من 100 ألف من الكويتيين في وقفة احتجاجية بساحة الإرادة المقابلة لمجلس الأمة للتعبير عن رفضهم لمرسوم تغيير نظام التصويت من أربعة أصوات للناخب إلى صوت واحد. وحملت الوقفة اسم "إرادة الأمة" وحذر مشاركين فيها من مصير الأنظمة السابقة في مصر وتونس وليبيا إذا استمر نهج الانفراد بالسلطة.
وبحسب مراسل وكالة الأناضول فإن الحضور توافدو على الساحة عصر الأحد واصحب بعضهم الأطفال كما خصص المنظمين مكانا خاصا للسيدات، و ارتدى البعض قمصانا برتقالية بينما حمل آخرون أعلاما من نفس اللون تعبيرا عن مقاطعتهم للانتخابات البرلمانية القادمة.
وبينما بدأ النشطاء دعوة الجماهير للمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فوجىء الحضور بتعطيل شبكة الاتصالات و قطع خدمات الإنترنت فيما حلقت المروحيات في محيط منطقة ساحة الإرادة بكثافة.
وقابل ذلك قيام الحضور بترديد هتافات منها "الشعب يريد إسقاط المرسوم " و"لن نسمح لك" وهي الهتافات المعبرة عن رفض التدخلات الحكومية الأخيرة كما أطلقوا عدد كبير من البالونات البرتقالية في سماء منطقة التجمع.
ودعا أمير الكويت صباح الأحمد في خطاب وجهه إلى الشعب مساء السبت بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما علي تأسيس دستور الكويت جموع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات المقرر إجراؤها في الأول من ديسمبر المقبل مؤكدا أن الدستور هو الضمانة لاستقرار النظام السياسي وممارسة الحريات.
وقال منظمو التجمع أن عدد الحضور تجاوز 120 ألف مواطن جاءوا ليعبروا عن رأيهم بشكل سلمي رافضين ما قالوا انه :" مسلك حكومي للإعتداء على الحريات".
وانتقد المعارض البارز مسلم البراك قيام الحكومة بإنفاق ملايين الدولارات على الألعاب النارية في الحفل الذي أقامته مساء السبت احتفالا بالدستور . وقال البراك في تصريحات لوسائل الإعلام على هامش حضوره أن الحكومة ستواجه هزيمة نكراء في الانتخابات المقبلة مشددا على أن تلك الانتخابات لن تأتى بالاستقرار وإنما ستدفع إلي استمرار الحراك.
من جهته قال النائب السابق عن التيار السلفي خالد السلطان في كلمة له أمام الحضور أن الحكومة تساند مثيري الفتنة في القنوات الإعلامية المحسوبة عليها والتي صورت للبعض أن الإخوان يقودون انقلابا على أسرة الحكم مؤكدا أن التوجه الحكومي الأخير يهدف إلي الإنفراد بالسلطة.
وحذر السلطان من أن نهج الإنفراد بالسلطة كان هو الطريق الذي سلكه رؤساء سابقين مثل الرئيس المخلوع حسنى مبارك وكذلك بن على والقذافى مشيرا إلي أن معارضة المرسوم اليوم :" كي لا نصل إلي نفس المصير".
بينما قال النائب السابق وأحد الرموز الوطنية مشارى العصيمي أن المشاركة في الانتخابات هي أكبر انتهاك يمكن أن يتعرض له الدستور محذرا من محاولات تتم باستمرار من قبل السلطة للعدوان على الدستور.
بينما قال رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون أن ال35 نائبا الذين قاطعوا الانتخابات الحالية من أغلبية مجلس 2012 كان دافعهم لذلك حب الكويت مشيرا إلي أنهم رفضوا الكثير من الإغراءات.
وقال السعدون أن المعارضة نجحت في المرحلة الأولي من المقاطعة بإقناع الرموز الوطنية بعدم الترشح للانتخابات مؤكدا أن المرحلة الثانية تتمثل في ضرورة العمل لتحقيق المقاطعة الشعبية لتلك الانتخابات.
ويحتج الداعون لمقاطعة الانتخابات المقبلة على تعديل بقانون الانتخابات أعطى للناخب حق التصويت لمرشح واحد بدلا من 4 كما كان في السابق، وهو ما اعتبروه "يصب في صالح مرشحي الحكومة". مواد متعلقة: 1. أمير الكويت: ممارسة الحق الانتخابي واجب وطني (فيديو) 2. خمسون عاماً على سيادة الديمقراطية بالكويت 3. استمرارا للأزمات..الانتخابات الكويتية في انتظار طعن "الضرورة"