أ.ش.أ: قال مراقبون إن تأثير نتيجة الانتخابات الأمريكية سيكون إيجابيا، متوقعين أن يتمكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إعداد مقاربة مناسبة ومتوازنة لدعم الاقتصاد وتخفيض العجز على المدى الطويل. وأشاروا إلى أن أفضل شيء للسوق هو اقتصاد أمريكي قوي، والذي قالوا عنه من قبل إنه سيكون أفضل حال فوز أوباما وليس منافسه ميت رومني رغم ما شهدته أسواق المال من انخفاض كبير غداة إعلان فوز الرئيس الديمقراطي وخسارة رجل الأعمال الجمهوري.
وفيما يتعلق بخطر الهاوية المالية، وهي باختصار رفع الضرائب على جميع الأمريكيين وتخفيض الإنفاق الحكومي على جميع البرامج المحددة سلفا بحلول الأول من يناير المقبل قال المراقبون إنه سيكون هناك توتر في السوق إلى أن يشعر الأمريكيون بالثقة في أنه سيتم حل المشاكل وستكون هناك مفاوضات ومناورات سياسية حول هذا الموضوع.
وشددوا على أن الرئيس يملك معظم الأوراق في هذه المفاوضات، كما أن الجمهوريين الذين خسروا الرئاسة ليسوا في موقف ليسمح لهم بإملاء شروطهم ، وفي نفس الوقت فإن الرئيس أوباما سيتمكن من إعطائهم بعض التنازلات.
وتوقع المراقبون أن يتم حسم الأمر في النهاية، إلا أنهم تشككوا في أن يتم ذلك قبل انتهاء العام الجاري وحلول موعد رفع الضرائب، وقالوا إن ذلك ليس ضروريا جدا لأنه إذا تم إحراز تقدم في موضوع العوائد والمخصصات على المدى الطويل، فإن الرئيس أوباما والكونجرس يمكنهما الاتفاق على تأجيل هذه الهاوية المالية، بمعنى تمديد الإعفاءات الضريبية التي أقرت في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن وتمديد المهلة الزمنية لها لمدة حوالي شهرين إلى أن يتم حسم الموضوع .
وشدد المراقبون على أن أحدا ليس في وضع يسمح بإصابة الاقتصاد الأمريكي بصدمة كبيرة لأن الأمريكيين لن يتسامحوا بشأن ذلك .
ويواجه الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما تحديات سياسية تشريعية مع الجمهوريين حول السبل المتاحة للمضي قدما في الخطط الرامية إلى تحقيق الإصلاح الضريبي وخفض الإنفاق الحكومي لتفادي ما يعرف بالهاوية المالية التي قد تعاني منها الولاياتالمتحدة.
وقد دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر الرئيس أوباما إلى التحرك مع الكونجرس لضمان حلول جذرية للأزمة المالية الراهنة.
وقال بينر موجها الحديث إلى أوباما "الأغلبية الجمهورية مستعدة للعمل معك للقيام بأفضل شيء لبلدنا، نحن مستعدون للقبول بعائدات جديدة في ظل الشروط الصحيحة وما يهم هو من أين تأتي العائدات والإصلاح المرافق لها".
ولم يصدر حتى الآن رد فعل من البيت الأبيض حول تصريحات بينر.. إلا أن أوباما كان قد أعلن في خطاب الفوز بولاية ثانية استعداده للعمل مع الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس للتوصل لحلول للتحديات التي تواجه البلاد.
كما أن جو بادن نائب الرئيس ومساعدوه تحدثوا عن ذلك مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية وأشاروا إلى انتخاب أوباما لولاية ثانية هو تفويض من الناخب الأمريكي لزيادة الضرائب على الأثرياء وخفضها على الطبقة الوسطي.
ولكن بينر قال أيضا إن اختيار الشعب الأمريكي للأغلبية الجمهورية في مجلس النواب يعني موافقته على الموقف السابق للمجلس الذي يقضي برفع الضرائب على الجميع أو خفضها على الجميع سواء الطبقة المتوسطة أو الأثرياء.
وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال عام 2011 في حاجة إلى رفع سقف ديونها وللوصول إلى اتفاق في هذا الشأن، حيث كانت هناك مفاوضات بين البيت الأبيض والكونجرس انتهت بتسوية مؤقتة تقضي بقبول الديمقراطيين والرئيس أوباما باستمرار سريان التخفيضات الضريبية التي كان قد تم إقراراها في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن لجميع الأمريكيين .
فيما قبل الجمهوريين باستمرار الإنفاق على الكثير من البرامج الاجتماعية والصحية وفقا للاتجاه الليبرالي ولرؤية الحزب الديمقراطي والرئيس أوباما.
وينتهي العمل بموجب هذه التسوية في 31 ديسمبر المقبل ، وفي حال عدم التوصل إلى تسوية جديدة لتمديد الإجراءات السابقة، فسيتم رفع الضرائب على جميع الأمريكيين وتخفيض الإنفاق الحكومي على جميع البرامج المحددة سلفا.
وتشير تصريحات رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر إلى أن الجمهوريين يقبلون فقط "بعائدات جديدة في ظل الشروط الصحيحة"، وهو ما لا يعني زيادة الضرائب على الأثرياء .. بل إلغاء الإعفاءات الضريبية على الطبقة المتوسطة والأثرياء على السواء، مثل الإعفاء على الفائدة على الرهن العقارية التي يستفيد منها الأمريكيون في كل عام ضريبي.
ويؤكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي أوباما خاض حملة انتخابية تستهدف رفع الضرائب على الأثرياء، ولا يلوح في الأفق ما يشير إلى أن الرئيس سيتنازل عن هذا المطلب. مواد متعلقة: 1. صحيفة روسية: أوباما مختلف عمن سبقوه إلى البيت الأبيض 2. أوباما يجرى اتصالاً هاتفياً ب 13 رئيس وزعيم .. بينهم مرسي ونتنياهو وملك السعودية 3. أوباما يزور بورما لأول مرة بعد انتخابه