قال الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن المحور الأساسي لفكر الرئيس الأمريكي القادم في الفترة المقبلة، ليس متعلقا برؤيته الشخصية للشرق الأوسط، بقدر ما هو متعلق بامتلاك الشعوب للرؤية السياسية الصحيحة، مشيراً إلى أنة مهما كانت أمريكا دولة عظمى فليست هي من يحدد الرؤية داخل المنطقة ولكنها عامل أساسي، ويحكمها بشكل رئيسي مصالحها من حيث تضافر الحكام معها فتميل لهم بالإرضاء مثلما كان الحال مع نظام الرئيس المخلوع مبارك، أو كانت الكلمة للشعوب فتغير وجهتها لها مثلما حدث وقت الثورة من تخليهم عن مبارك ودعمهم لمطالب الشعب مع استمرار الثورة. وأضاف الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن أمريكا كانت تتحكم في السياسة المصرية في النظام السابق، وكانت القرارات الهامة الخاصة بالشأن المصري تصدر من أمريكا وليس مصر، موضحا أن قرارات التعامل مع جماعة الإخوان سواء بالسلب أو الإيجاب.. زيادة في التعنت أو قلة في التعنت، كانت تدار من أمريكا، لان رئيس الدولة "سلمهم رقبته".
وعن موقف المنقطة من فوز أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية "باراك أوباما" أو "ميت رومني"، أكد أن كلاهما يمثل سياسة غير منصفة للشرق الأوسط ومتحيزة لإسرائيل.. لكن التحيز عند رومني أكثر، مبديا توقعه بفوز أوباما لدورة تالية، ونافياً أن يكون فوز رومني يُمثل خطورة بالغة على المنطقة العربية خصوصا في ظل وصول التيار الإسلامي للحكم في أكثر من دولة، على الرغم من عدائة البارز لتلك التياران، إلا أنه أشار إلى أن هناك مؤسسات ترسم السياسة الأمريكية، وأهم ما يشغلها مصالحها.. هم يعلمون الآن أن التيار الإسلامي له وضعة الخاص لذا وجب عليهم التعامل معه.
وفيما يخص الموقف المصري من القضية الفلسطينية والاختلاف مابين تعامل النظام السابق والنظام الحالي في ذلك الشأن، قال: "لما كان صاروخ ينضرب من غزة على إسرائيل كانت الدنيا تقوم في مصر ومتعدش.. على الرغم من الاعتداء الإسرائيلي اليومي على غزة والنظام المصري لم يكن يحرك ساكنا".
وبسؤال حول التغير في موقف في مصر الآن تجاه ما يحدث في قطاع غزة، أشار الدكتور محمود حسين أن مصر ليست متحكمة في الحركة داخل غزة لان هناك انقسام فلسطيني له عامل وعدم تواجد حكومة معبرة عن الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي أو قيادة موحدة أو إتحاد بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يصعب من الدور المصري.
وعلى الرغم من أن ذلك الانقسام كان نفس مبرر النظام السابق، إلا أنة أوضح أنه لم يكن هناك حرص على إصلاح هذا الموقف ولا دعمه ولا إيجاد حلول، فالنظام الحالي يرسل إمداد بالمواد الغذائية والإنسانية، والموقف المصري أصبح أكثر حيادية بين الطرفين، واستضاف الطرفين أكثر من مرة لمحاولة الصلح بينهما وهو ما يُغضب "فتح" التي كانت تتمتع بالتحيز الكامل من النظام السابق، وهو ما افتقدته الآن. مواد متعلقة: 1. الإخوان تدرب الأطفال على العمل البرلمانى 2. قيادي إخواني يبعث رسالة لمرسي للتحرك تجاه المفسدين 3. إعلامي إخواني يتناول قضايا «الدستور» و«إغلاق المحال» و«الأمن في سيناء»