جاء قرار الحكومة المصرية بإغلاق المحلات التجارية في الساعة العاشرة مساءاً ليضعها أمام رد فعل عنيف من قبل الشركات والجمهور ، إلا أن المسئولين يؤكدون أن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على الكهرباء في دولة تعاني من أزمة اقتصادية ونقص في الوقود. قالت صحيفة " التليجراف " البريطانية أن المسئولين يرون بكل بساطة أن المصريين عليهم التوقف عن التفكير في أن باستطاعتهم فعل كل ما يريدونه، وأنه من الواجب عليهم النوم مبكراً والعمل في الصباح ولكن يشعر الكثير من الأشخاص بالغضب مما يرونه بأنه انتهاك صريح لروح الأمة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات محمد محسوب وزير الشئون القانونية التي أكد فيها على أهمية أن تصبح مصر دولة " نهارية " مثل باقي الدول، موضحاً أن الطاقة والاجتهاد والعمل الجاد يجب أن يكون الأساس.
وسيطر القرار المقترح على الحوار الوطني لأسابيع ، فحذر المعارضون بما فيهم الغرف التجارية من أن هذا القرار سوف يدمر الاقتصاد الذي يعاني بالفعل ، ويخسر الذين يعملون مساءاً وظائفهم عندما لا يتمكن المصريون من التسوق ليلاً ، كما تصاب المبيعات بالاختناق ، وستضطر الشركات الصغيرة لتسريح موظفيها.
ويقول آخرون أن هذا القرار منحاز ضد الفقراء ، بالنظر إلى أن أماكن تقديم الطعام للمصريين الأغنياء ستكون قادرة على الحصول على رخصة سياحية – وليس من الواجب بالضرورة أن تكون مرتبطة فعلياً بالعمل مع السياح – في الوقت الذي يكافح فيه أصحاب الشركات الصغيرة من أجل تغطية نفقاتهم بسبب الأزمة الاقتصادية.
يعلق إبراهيم محمد ، صاحب كشك يبيع فيه الحلويات والسجائر في وسط القاهرة ويظل مفتوحاً حتى منتصف الليل – " أتمني من الرئيس محمد مرسي أن يصدر قرارات تضع الفقراء قبل الأغنياء ". ويشير المعارضون إلى إستحالة فرض مثل هذا القانون ، فالقاهرة مركز ل 18 مليون شخص وبها مئات الآلاف من الأعمال الصغيرة موجودة في كل شارع وزقاق وحارة، فأماكن مثل المطاعم ومحلات العصير والصيدليات لا يتم إغلاقها نهائياً. ويحذر البعض بأن العقوبات من الممكن أن تشعل العنف في وقت تكافح فيه حكومة مرسي من أجل إعادة تطبيق القانون والنظام وسط الاضطرابات التي اشتعلت العام الماضي.
جدير بالذكر أنه وفقاً للقوانين الجديدة ، سيكون من الواجب على المحلات أن تغلق أبوابها في العاشرة مساءاً ، وتغلق المطاعم والمقاهي في منتصف الليل ، أما الأماكن التي لديها رخصة سياحية سيتم استثناءها من هذا القرار ، مما يعني أن معظم البارات والمطاعم الراقية ستظل مفتوحة لوقت متأخر ، وسيتم فرض غرامة على المخالفين وإذا أصروا سيتم إغلاق محلاتهم. مواد متعلقة: 1. «الكرامة»: إغلاق المحلات خراب للبيوت 2. غضب بالقليوبية بعد إعلان قرار إغلاق المحلات في نوفمبر 3. المجلس العربى: قرار إغلاق المحال نموذج لسوء الادارة