في الوقت الذي وصل فيه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الثلاثاء الي قطاع غزة، وكانت فصائل فلسطينية أعلنت مقاطعتها لمقابلتة، رحب محللون سياسيون فلسطينيون بالزيارة . واضاف المحللون ان هذه الزيارة تعتبر هي أول زيارة من نوعها يجريها حاكم عربي منذ سيطرة حركة "حماس" على القطاع في منتصف عام 2007، إلا أنهم أبدوا تحفظا حذرا بشأن أبعادها السياسية.
فاتحة خير وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة "النجاح الوطنية" في نابلس شمالى الضفة الغربية عبدالستار قاسم، لوكالة "أنباء الشرق الأوسط"، "نأمل أن تساهم هذه الزيارة في فك الحصار العربي عن غزة، لأننا لا نتحدث عن الحصار الإسرائيلي فهو أمر متوقع أن تحاصر إسرائيل -بصفتها عدو لنا- قطاع غزة.
وأعرب قاسم عن أمله أن تكون الزيارة فاتحة لرؤساء عرب آخرين لزيارة غزة وتقديم الدعم لها، ولكن يتعين أن لا يقتصر هذا الدعم على المساعدات المادية والإنسانية إنما ينبغي أن يتطرق الأمر أيضا إلى الدعم العسكري نظرا لضرورة تسليح فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها "حماس" فى غزة".
ونفى قاسم وجود حكومة فلسطينية شرعية سواء في الضفة الغربية أو غزة، حيث رأى أن الشرعية في المقام الأول للمقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، موضحا أنه لا توجد الآن أي شرعية سياسية فلسطينية سواء منذ سيطرة حركة حماس على غزة عام 2007 أو انتهاء فترة رئاسة محمود عباس للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية عام 2009، إنما تظل الشرعية دائما للمقاومة بكافة صورها.
كما أشار إلى أن الانقسام الفلسطيني ليس وليد اليوم لكنه يعود إلى عام 1970 عندما أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية عن إقامة دولة علمانية ديمقراطية في فلسطين.
زيارة عادية ورحب رئيس تحرير وكالة "معا" الفلسطينية الإخبارية في بيت لحم بالضفة الغربية ناصر اللحام، بزيارة أمير قطر إلى قطاع غزة لكنه رأى أنها "ترفع الحصار عن أمير قطر وتبيض كوفيته وليس العكس"، قائلا ل(أ ش أ) "إنها زيارة طيبة ومحمودة نرحب بها، ولكن البعض بالغ فى تضخيمها سواء بالسلب أو الإيجاب على الرغم من كونها زيارة عادية".
وأضاف: حماس رأت أن هذه الزيارة أشبه بفتح مكة بينما اعتبرتها السلطة الفلسطينية كارثة، وهى في كل الأحوال مجرد زيارة عادية من زعيم عربي تساهم في رفع الحصار عنه وليس العكس نظرا لتورطه في الملف السوري، وفي سفك دماء الكثير من السوريين، ومن ثم أتى أمير قطر اليوم إلى غزة ليعود إلى الملف الفلسطيني بعد تورطه في ملفات عربية ساخنة بهدف تجميل صورته.
زيارة مدعمه أما المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، فأشار إلي أن الشعب الفلسطيني يرحب بأى دعم أو تحسين للوضع المعيشي لسكان غزة، وأن الحديث هنا ليس عن مساعدة دولة عربية بقدر ما هي زيارة لأول مسئول عربي بهذا المستوى إلى غزة وهى تحت الحصار، وبالتالي لابد أن تتم الزيارة برضى وموافقة مسبقة من إسرائيل والولايات المتحدة وبطبيعة الحال من مصر أيضا، التي أعلنت رضاها ودعمها علانية لهذه الزيارة.
واستنكر عوكل استمرار فتح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في قطر إبان عملية "الرصاص المصبوب" التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في الفترة من 27 ديسمبر 2008 إلى 17 يناير 2009، فيما يأتي أمير قطر اليوم لإطلاق مشاريع إعادة إعمار القطاع.
وأعرب المحلل السياسي الفلسطيني عن خشيته من أن تساعد هذه الزيارة على تأجيج التوتر بين الفلسطينيين لما لها من تأثير على التمثيل الفلسطيني وشرعيته فضلا عن تعميق الانقسام، مشيرا إلى أن عنوان الزيارة هو "إعادة الإعمار" ولكن أبعادها السياسية ترتبط مباشرة بالدور الذي تلعبه قطر في المنطقة.
كسر الحصار ورأى رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية حافظ البرغوثي، أن الزيارة ليست بهدف إطلاق مشاريع تنموية في القطاع كما يدعي الكثيرون لكنها بهدف كسر الحصار السياسي عن غزة مثلما أعلن بالفعل رئيس الوزراء في حكومة غزة إسماعيل هنية.
وتابع البرغوثي: في الوقت الذي نشرت فيه اليوم نتائج استطلاع للرأي أجري في إسرائيل، أظهرت أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون سياسة الفصل العنصري داخل إسرائيل ضد العرب، يأتي أمير دولة قطر ليزور غزة بهدف إقامة "كيان فلسطيني انفصالي" في القطاع، ويمكن وصف ذلك بأنه إعادة بناء الانقسام الفلسطيني وتكريسه بين الضفة الغربية وقطاع غزة". مواد متعلقة: 1. أمير قطر يصل الى قطاع غزة 2. أمير قطر يصل «غزة» وسط حضور أمني مكثف - فيديو 3. هنية : زيارة أمير قطر اعلان رسمي لكسر الحصار عن قطاع غزة