وكالات: قصفت أمس ميليشيات ليبية، تعمل تحت راية وزارة الدفاع، بلدة بني وليد المعقل السابق لمعمر القذافي في تجدد للنزاع بين بلدتين يعكس الانقسامات العميقة في البلاد بعد عام على سقوط النظام، فيما تضاربت التقارير في شأن مصير نجل القذافي خميس والناطق السابق باسمه موسى إبراهيم. وتقصف الميليشيات، ومعظمها من مصراتة، بلدة بني وليد التي يقطنها 70 ألف شخص منذ أيام. وأسفرت المعارك التي تزامنت مع الذكرى الاولى لمقتل معمر القذافي، عن سقوط 26 قتيلاً على الأقل وجرح 200 استناداً إلى تقارير مستشفيي بني وليد ومصراتة.
وفي حين ظلت مصراتة لمدة أسابيع تحت حصار قوات القذافي في حرب العام الماضي كانت بني وليد واحدة من آخر البلدات التي استمرت مؤيدة للنظام السابق. وما زالت بني وليد معزولة عن باقي ليبيا. ويقول مقاتلون سابقون من المعارضين للقذافي إنها لا تزال تضم جيوباً مؤيدة للنظام القديم.
وقال العقيد صالح البرقي الذي يقود إحدى كتائب الثوار السابقين على الجبهة الغربية للمدينة، إن قواته تتقدم نحو المدينة وأنها تسيطر على اكبر حواجزها. وأضاف: «نحاول ضمان ممرات آمنة للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة كي يكون لنا هامش مناورة اكبر»، موضحاً أن رجاله «لم يستعملوا حتى الآن سوى الأسلحة الخفيفة حفاظاً على المدنيين».
في المقابل، قال عبد الكريم غميض، وهو قائد ميليشيا داخل بني وليد، إن «الهجمات مستمرة. القصف يأتي من كل جانب.» وأضاف إن مقاتلي بني وليد استولوا على 16 سيارة من سيارات ميليشيات مصراتة. ولم يتسن التحقق مما قاله.
واصطفت مئات العربات خارج بني وليد في قرية ترهونة على بعد 80 كيلومتراً من طرابلس في انتظار تحقق القوات الحكومية ممن في داخلها مع فرار العائلات والعمال الأجانب من القتال. وجلست نساء وأطفال على شاحنات حول أغطية وحشايا وأمتعة أخرى.
وقال رجل اصطحب أسرته في شاحنة صغيرة: «نفر من خطر الصواريخ والشظايا والموت داخل البيوت. لقد انقطعت الكهرباء قبل أيام».
وتصاعدت مشاعر الغضب في مصراتة بعد مقتل عمران شعبان المعارض للقذافي بعد شهرين من الاحتجاز في بني وليد. وكان شعبان، وهو من مصراتة، عثر على القذافي مختبئا في أنبوب للصرف في سرت في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2011.
وأمر المؤتمر الوطني العام في ليبيا وزارتي الدفاع والداخلية باعتقال خاطفي شعبان الذي يشتبه في أنهم عذبوه حتى الموت. وحدد المؤتمر الوطني أيضا مهلة نهائية لبني وليد لتسليمهم. وقال احد سكان بني وليد إن «القتال متواصل. هناك دخان يتصاعد فوق مناطق معينة في المدينة».
وفي طرابلس، اقتحم نحو 200 شخص مجمع المؤتمر الوطني العام أمس مطالبين بوضع حد للعنف في بني وليد.
في موازاة ذلك، أعلن مسؤولون أن خميس نجل معمر القذافي اعتقل في بني وليد وانه مات بعد نقله إلى مصراتة. لكن الحكومة لم تصدر أي بيان رسمي في هذا الشأن كما فعلت عند القبض على شخصيات بارزة تنتمي إلى النظام السابق.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء مساء أول من أمس أن ميليشيات ألقت القبض على الناطق باسم النظام السابق موسى إبراهيم في ترهونة. لكن شخصاً قال انه إبراهيم نشر تسجيلاً صوتياً على موقع «فيسبوك» على الانترنت كذب أنباء القبض عليه. ولم يتسن التحقق من صحة التسجيل الصوتي الذي نشر أول من أمس.
ولفت نائب رئيس الوزراء مصطفى ابوشاقور أمس على صفحته الرسمية على «تويتر» إلى أن إعلان القبض على إبراهيم ومقتل خميس تم من دون التحقق من الانباء. ولم تظهر أي صور للرجلين وهما محتجزان بعد تداول هذه الانباء. وأعلن مقتل خميس القذافي ثلاث مرات على الأقل خلال الحرب العام الماضي. مواد متعلقة: 1. ليبيا تضبط 45 مهاجرا غير شرعى بالكفرة 2. المقريف: ليبيا لم تتحرر بالكامل 3. وكالة : السفير الأمريكي بليبيا كان على اتصال بجهاديين سوريين