قصفت ميليشيات ليبية تعمل تحت راية وزارة الدفاع يوم الاحد بلدة بني وليد المعقل السابق لمعمر القذافي في تجدد للنزاع بين بلدتين يعكس الانقسامات العميقة في البلاد بعد عام من مقتل الزعيم السابق. وتقصف الميليشيات ومعظمها من مصراتة بلدة بني وليد التي يقطنها 70 الف شخص منذ عدة ايام. وقالت وكالة الانباء الليبية الرسمية في وقت متأخر يوم السبت ان 14 شخصا قتلوا واصيب 200 آخرين في الاشتباكات. ويقود حكام ليبيا الجدد البلاد نحو الانتخابات لكنهم يجدون صعوبة في فرض سلطتهم على بلد يموج بقطع السلاح. وفي مؤشر على حالة الفوضى والارتباك تضاربت الانباء بشأن مصير نجل القذافي والمتحدث السابق باسمه. وفي حين ظلت مصراتة أسابيع تحت حصار قوات القذافي في حرب العام الماضي كانت بني وليد واحدة من اخر البلدات التي استمرت مؤيدة للزعيم الراحل وما زالت بني وليد معزولة عن باقي ليبيا ويقول مقاتلون سابقون من المعارضين للقذافي إنها لا تزال تضم جيوبا مؤيدة للنظام القديم. وقال عبد الكريم غميض وهو قائد ميلشيا داخل بني وليد عبر الهاتف "الهجمات مستمرة القصف يأتي من كل جانب." وأضاف إن مقاتلي بني وليد استولوا على 16 سيارة من سيارات ميليشيات مصراتة ولم يتسن التحقق مما قاله على الفور من مصدر مستقل. وخارج بني وليد اصطفت مئات العربات في قرية على بعد 80 كيلومترا من طرابلس في انتظار تحقق القوات الحكومية ممن بداخلها حيث تفر العائلات من القتال. وقال رجل اصطحب اسرته على شاحنة صغيرة "نحن نهرب من خطر الصواريخ والشظايا والموت داخل البيوت لقد انقطعت الكهرباء منذ أيام." وجلست نساء واطفال على شاحنات اخرى حول أغطية وحشايا وأمتعة اخرى. وتصاعدت مشاعر الغضب في مصراتة بعد مقتل عمران شعبان المعارض للقذافي بعد شهرين من الاحتجاز في بني وليد وكان شعبان وهو من مصراتة الرجل الذي عثر على القذافي مختبئا في انبوب للصرف في سرت في 20 أكتوبر 2011. وأمر المؤتمر الوطني العام في ليبيا وزارتي الدفاع والداخلية باعتقال خاطفي شعبان الذي يشتبه في أنهم عذبوه حتى الموت وحدد المؤتمر الوطني ايضا مهلة نهائية لبني وليد لتسليمهم. وقال احد سكان بني وليد عبر الهاتف "القتال متواصل اليوم هناك دخان يتصاعد فوق مناطق معينة في المدينة." وفرت مئات العائلات من بني وليد إلى ترهونة التي تبعد حوالي 80 كيلومترا خلال اليومين الماضيين. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء يوم السبت ان ميليشيات القت القبض على المتحدث السابق باسم القذافي موسى ابراهيم في ترهونة. لكن شخصا قال انه ابراهيم الذي كان يعقد مؤتمرات صحفية دولية في طرابلس اثناء الحرب العام الماضي نشر تسجيلا صوتيا على موقع فيسبوك على الانترنت كذب انباء القبض عليه. ولم يتسن التحقق من صحة التسجيل الصوتي الذي نشر على فيسبوك بتاريخ 20 اكتوبر. وقال بعض المسؤولين ان خميس نجل معمر القذافي اعتقل في بني وليد وانه مات بعد نقله إلى مصراتة لكن الحكومة لم تصدر اي بيان رسمي في هذا الشأن كما فعلت عند القبض على شخصيات بارزة تنتمي للنظام السابق. وقال نائب رئيس الوزراء مصطفى ابوشاقور يوم الاحد على صفحته الرسمية على تويتر ان اعلان القبض على ابراهيم ومقتل خميس تم دون التحقق من الانباء. ولم تظهر اي صور لابراهيم او خميس وهما محتجزان بعد تداول هذه الانباء وكانت الحكومة قد اصدرت بيانات بشأن القبض على موالين للقذافي لم تثبت صحتها فيما بعد. واعلن عن مقتل خميس القذافي ثلاث مرات على الاقل خلال الحرب العام الماضي. وقالت قناة تتخذ من سوريا مقرا لها كانت تساند القذافي ان خميس قتل في معارك بجنوب شرق طرابلس في 29 اغسطس 2011.