«الضلع الثالث لأخطر مثلث تنظيمى داخل جماعة الإخوان حاليا، حيث يمثل الضلع الأول المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام، ويمثل الضلع الثانى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة».. هكذا يرى المراقبون الدكتور محمد سعد توفيق مصطفى الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب المنحل والمرشح على منصب رئيس حزب الحرية والعدالة. ولد الكتاتنى المحسوب على التيار المحافظ داخل الجماعة، ويعمل تحت مظلة من يطلق عليهم إعلاميا ب«صقور الإخوان»، فى العام 1952 بمحافظة سوهاج، وله وظيفة أكاديمية بعيدة عن السياسية، فهو استاذ الميكروبيولوجى بقسم النبات بكلية العلوم، جامعة المنيا، وكان قد شغل منصب رئيس القسم بين عامى 1994 1998.
بدأت علاقة الكتاتنى بالسياسة حينما التحق بجماعة الإخوان المسلمين، عندما كانت جماعة محظورة عام 1981، وانتخب مسئولا للمكتب الإدارى للإخوان فى محافظة المنيا، قبل أن يدخل البرلمان فى انتخابات عام 2005 ليصبح رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين فى مصر خلال الدورة البرلمانية 2005 2010.
مشوار الكتاتنى المعروف عنه التزامه بالتنظيم، حتى قيل عنه إن «قراره من دماغ الجماعة»، ملىء بالفاجآت فالرجل هو أول من شغل منصب رئيس مجلس الشعب بعد ثورة 25 يناير، وبذلك فهو أول مسئول ينتمى للإخوان يحصل على منصب رفيع، ورسمى فى الدولة المصرية منذ إنشاء الجماعة عام 1928، وأيضا هو أول وكيل لمؤسسى حزب رسمى تؤسسه الجماعة فى تاريخها على مدى ثمانين عاما.
حصل الكتاتنى على بكالوريوس العلوم عام 1974م، ونال درجة الماجستير فى العلوم عام 1979م، والدكتوراه فى العلوم عام 1984م، ثم حصل على ليسانس آداب، قسم الدراسات الإسلامية، عام 2000م.
يعتبر الكتاتنى من أوائل مؤسسى لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية داخل الجماعة، وانتخب مسئولا للمكتب الإدارى للإخوان فى محافظة المنيا، قبل أن يدخل البرلمان فى انتخابات عام 2005، وانتخب عضوا بمكتب الإرشاد فى 2007 فى انتخابات سرية مثيرة للجدل، صعد فيها 4 آخرون منهم سعد الحسينى محافظ كفرالشيخ الحالى والقريب من الكتاتنى والشاطر.
مثّل الكتاتنى البرلمان المصرى فى عدة محافل دولية من أبرزها اتحاد البرلمان الدولى بنيروبى كينيا 2006، ومؤتمر برلمانات الدول الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى، والاتحاد البرلمانى العربى.
أشرف الكتاتنى على عدد 21 رسالة ماجستير ودكتوراه فى مجال التخصص، وله 36 بحثا منشورا فى مجال أمراض النبات والميكروبيولوجى، ويشغل منصب عضو جمعية أمراض النبات المصرية، وعضو الجمعية النباتية المصرية، كما أنه عضو جمعية الميكروبيولوجى التطبيقية، وعضو فى جمعية السموم المصرية.
اعتقل الدكتور الكتاتنى يوم 27 يناير 2011 اليوم السابق لجمعة الغضب، ومعه د. محمد مرسى، ود. عصام العريان، ود. محيى حامد، ود. مصطفى الغنيمى، ود. محمود أبوزيد، والمهندس سعد الحسينى، والأستاذ سيد نزيلى، وصبحى صالح، والدكتور أحمد دياب، والدكتور حمدى حسن، وغيرهم، لتشمل قائمة المعتقلين من الإخوان 34 قياديا من 12 محافظة بمصر، ودخلوا سجن وادى الطرون، وهربوا منه عقب اقتحام السجن فى أثناء الثورة.
يحظى الكتاتنى بدعم من سعد الحسينى، ووزير الشباب الحالى، أسامة ياسين، ورئيس الكتلة البرلمانية، حسين إبراهيم، وعضو مكتب تنفيذى الجماعة، فريد إسماعيل، والقيادى البارز بالحرية والعدالة أحمد دياب، والتفاف هؤلاء حول الكتاتنى يؤكد صحة ما تردد عن أن ولاء الرجل الكامل لتيار المحافظين داخل الجماعة، وهو التيار الذى يتزعمه نائبا المرشد خيرت الشاطر ومحمود عزت.
يرفع الكتاتنى شعار «حزب قوى»، كشعار لبرنامجه الانتخابى، ويتعهد بزيادة تمويل الحزب، ما يساعده على توسيع قواعد عضويته ونشاطاته، وتتلخص المحاور الرئيسية فى برنامجه فى استكمال بناء الحزب ومؤسساته بما فيها الأمانات الفنية والوحدات القاعدية فى كل المحافظات، خاصة الصعيد ومحافظات الحدود، والتأهيل السياسى لكوادر الحزب، وتمكين الشباب سياسيا من خلال المشاركة الفعالة فى قيادة الحزب.
كما وعد الكتاتنى بتمكين المرأة وتوليها مناصب قيادية، فهو لم يرض عن تمثيلها فى البرلمان السابق، ويعتبر نسبته قليلة، كما أنه وعد بالعمل على احتفاظ الحزب بالصدارة وتحقيق الأغلبية فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة، سواء برلمانية أو محلية، وأيضا مد جسور التفاهم مع الأحزاب ومشاركة حميع القوى الوطنية، وتأهيل جيل ثان من الشباب لقيادة الحزب، وتعزيز الدور الريادى لمصر على المستوى الدولى.
وقال الكتاتنى إنه سعيد بمنافسته للدكتور عصام العريان على رئاسة الحزب، مؤكدا أنه فى حال فوزه سيستفيد من خبرات العريان فى بناء الحزب.