صدر حديثًا رواية "ظلمة يائيل" للكاتب اليمني محمد الغربي عمران عن سلسلة "إبداع عربي" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهي الرواية التي حصلت قبل نشرها على جائزة الطيب صالح في الرواية العام الماضي. يتناول الكاتب في الرواية عوالم أسطورية وأحداثًا غامضة ومواقف مبهمة، من خلال الراوي "جوذر" الذي يروي في مخطوطته كل ما عاشه وعايشه منذ طفولته وحتى صباه وشبابه، حياة أفراد مجتمعه في ذلك الزمن الموغل في غموضه، والصراع الرهيب والاقتتال المتواصل على الحكم، وما تعرض له من سجن وتشرد بسبب مهنته كخطاط ونقاش، ثم رحلته للبحث عن حبيبته "شوذب"، بعد خروجه من السراديب المظلمة عقب استيلاء أتباع المذهب الباطني على صنعاء (الصليحيون)، ليرحل باحثًا عنها وعن أمه، متنقلا مع القوافل من بلد إلى آخر، إلى أن يصل إلى مكة عبر جبال عسير، وينتقل "جوذر" من طور إلى آخر، راويًا ما يصادفه من عقبات ومشاكل.
تبين أن الروائي محمد الغربي عمران، باحث في التاريخ المعاصر، متمكن من كتابة القصة والرواية، وتجربته في هذا المجال عميقة، غالبًا ما تثير الجدل والخلاف لأنه يتناول الموضوعات بجرأة وشجاعة، لاسيما ما تعارف الأدباء والكتاب على تسميتها بالتابوهات الثلاثة (الجنس، الدين، السلطة)، بالإضافة إلى أنه له خمس مجموعات قصصية: "الشراشف" (1997)، "الظل العاري" (1998)، "حريم أعزكم الله" (2000)، "ختان بلقيس" (2003)، "مارة سوداء" (2004)، أما في مجال الرواية، فأصدر عام 2010 روايته "مصحف أحمر"، وأخيرًا "ظلمة يائيل".
يُشار إلى أن سلسلة "إبداع عربي" هى سلسلة تهتم بنشر الإبداع العربي وقضاياه للكتاب العرب من غير المصريين، ويرأس تحريرها الشاعر أحمد توفيق، ومدير التحرير الباحث والناقد مدحت صفوت محفوظ، فيما يقوم بتصميم الغلاف والإخراج الفني الفنان أحمد اللباد
الجدر بالذكر أن السلسلة أصدرت من قبل، رواية "رماد مريم" للروائي الجزائري واسيني الأعرج، وكتاب "الرواية العربية ورهان التجديد" للناقد المغربي محمد برادة، وديوان "لست جرحًا ولا خنجرًا" للشاعر البحريني قاسم حداد، وديوان "موتى يجرون السماء" للشاعر الفلسطيني موسى حوامدة.