دعا محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار خلال مؤتمر مستقبل البورصة وتحدياتها الذي نظمته جمعية "شباب بتحب مصر" اليوم إلى استحداث أسواق مالية أخرى يمكن التعامل بها في المستقبل كما كان في السابق مثل بورصات السلع، متسائلا "كيف يكون حجم أوراق الدين المصدرة في مصر 260 مليار جنيه ولا يوجد سوق له؟". وقال "إن البورصة نجحت في تفعيل السوق الثانوي خلال 10 سنوات، لكنها لم تكن مهتمة بالسوق الأولي بالدرجة الكافية، مشيرا إلى الحاجة الماسة إلى تفعيل سوق الإصدار الأولي، حتى يكون سوق المال للتمويل أولا وللاستثمار بالدرجة الثانية.
وفي سياق آخر، قال محسن عادل إن رؤية تطوير بورصة النيل غائبة لعدم وجود هدف أساسي لها، مضيفا أنها بدأت لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على النمو ولكن أصبحت الرؤية ضبابية بالنسبة لتطويرها بعد ذلك.
وأشار عادل إلى أن هناك حاجة إلى زيادة استثمارات الأفراد إلى جانب المؤسسات، بدلا من الاستحواذات التي زادت بشكل واضح خلال الفترة الماضية وفي كل القطاعات، لافتا إلى أن مصر احتلت المركز الأول في الاستحواذات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ودعا إلى إجراء تعديلات تشريعية لضبط إيقاع الأداء في البورصة مبديا دهشته من أن هناك ضوابط لعمليات الشراء أما البيع فضوابطه أقل بكثير، غير أن تضارب القوانين واللوائح التنفيذية يؤثر سلبا على أداء البورصة.
وأضاف أن العقوبات ضد عمليات التلاعب غير كافية وأن الحد الأقصى للعقوبة 20مليون جنيه وأنه يجب تترك العقوبات لتقديرات القاضي لتتناسب مع حجم التلاعب الذي يمكن أن يحدث.
وطالب عادل بتحويل البورصة إلى شركة مساهمة، مشيرا إلى أن هذا الإجراء سيكون بمثابة آلية جيدة لتشديد الرقابة عليها. من جانبه، قال وائل عنبة رئيس شركة الأوائل لتداول الأوراق المالية إن معدل الاستثمار في البورصة من قبل المواطنين ضعيف جدا مقارنة بالبورصات الأوروبية.
وأضاف أن عدد المسجلين في البورصة المصرية بلغ 2 مليون مسجل بالرغم من أن تعداد سكان مصر تجاوز 90 مليون نسمة في حين وصل عدد المتعاملين في البورصة حوالي200 ألف مستثمر وهو ما يمثل نسبة ضئيلة من المجتمع فيما يبلغ معدل الاختراق في الأسواق الأوروبية من 70 إلى 80 %.
وأرجع عنبة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، عزوف المواطنين عن الاستثمار في البورصة إلى النظرة الإعلامية الخاطئة عن البورصة والتي أشاعت بين الناس أن البورصة هي أداة لخسارة الأموال وأنها مقامرة.
وقال عنبة إن بورصة مصر تعتبر ناشئة بالرغم من أنها من أقدم بورصات العالم لأن كلمة ناشئة لا تتعلق بالقدم أو بالحداثة بل تصف حالة الاقتصاد والبرامج التي يتبناها ليصل إلى نطاق عالمي، مشيرا إلى أن دول جنوب شرق آسيا اتبعت سياسيات نجحت بها في تحويل اقتصادها إلى النطاق العالمي بالرغم من أن بورصتها أحدث من البورصة المصرية من حيث النشأة.
ومن ناحيته، أكد المهندس حمدي رشاد نائب رئيس مجلس إدارة شركة ريدج القابضة أن البورصة هي آلية ضرورية لتحسين أداء الاقتصاد المصري لما توفره من فرص استثمارية وإتاحة للتخارج كما أنها أداة سعرية جيدة للاستثمارات.
وانتقد رشاد التركيز على رأس المال السوقي دون غيره، موضحا أنها فكرة غير سليمة داعيا الإعلام إلى عدم التركيز عليه حيث أنه لا يعكس نشاط السوق بشكل دقيق.