لندن: أفاد تقرير جديد صادر عن مركز جوزيف راونتري البريطاني للأبحاث اليوم أن آثار التغير المناخي طالت السواحل البريطانية وباتت تهدد المدن والمجتمعات الساحلية بالزوال. وأشار التقرير الذي نشر في صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم، إلى أن عدد المنازل المعرضة لخطر الفيضانات سيتضاعف ليصل إلى 800 ألف منزل في غضون 25 عاماً بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر. ويتجلى تزايد خطر الفيضانات بالخصوص في المناطق المنخفضة مثل نورفولك وفيضان الأنهار في بلدات ومدن مثل شيفيلد وتويكسبيري ما يجعل الحاجة لتعزيز دفاعات الفيضانات أكثر إلحاحا. كما توقع التقرير أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في فصل الصيف جنوب بريطانيا درجتين مئويتين بحلول أربعينيات القرن الحالي وستزيد الحرارة بنسبة 4ر6% بحلول العام 2080 ما ينذر بزيادة مخاطر سرطان الجلد والأمراض التي تنقلها الحشرات. وأوضح التقرير أن مخاطر التغير المناخي تفاقمت وتسارعت بعد ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة لدرجة ان المياه بدأت بسحب مواد البناء الملقاة في أماكن بعيدة من الشاطئ. وحذر من أن منسوب مياه البحر قد يتجاوز المتر في بريطانيا وربما يصل إلى مترين، كما قد تتسبب مظاهر التغير المناخي في زيادة العواصف والفيضانات الساحلية . وأوضح التقرير أنه نتيجة لهذه التغيرات يحتاج أكثر من 30 مليون بريطاني ممن يقطنون المناطق الساحلية إلى فهم وتوقع ما سينتج عن آثار التغير المناخي التي تتباين من منطقة ساحلية إلى أخرى. ويعتقد بعض الباحثين أن 17% من سواحل بريطانيا يعاني بالفعل من ظاهرة التآكل والتعري وتم تحديد خمس مناطق مهددة بالخطر من هذه الظاهرة بينها شمال غرب اسكوتلندا ومصب نهر التايمز ويوركشاير. وأكد عدد من الخبراء المعينين من قبل الحكومة البريطانية أن التهديد الذي تمثله الفيضانات وموجات الحر وتآكل السواحل على بريطانيا أخطر بكثير مما كان يعتقد سابقا. وتوقعت الدراسات التي أجريت في الفترة الاخيرة أن يشكل الاحتباس الحراري خطراً على المنازل ومحطات توليد الطاقة في بريطانيا ويهدد بنيتها التحتية. وكانت لجنة التغير المناخي في بريطانيا حذرت في أول تقرير قدمته إلى الحكومة البريطانية بعد تشكيلها عام 2009 من أن متوسط درجات الحرارة في بريطانيا يزيد درجة مئوية على متوسطه في عقد السبعينيات وأن الفصول الأربعة تبدأ قبل 11 يوماً على موعدها السابق في المتوسط. ورجح التقرير أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع وأن تتزايد معها الظواهر الطبيعية القاسية مثل العواصف والفيضانات وموجات الحر وفترات الجفاف.