واشنطن: حدد علماء المتحجرات أقدم جنين معروف يعود إلى نوع من الديناصورات عاشت قبل 190 مليون سنة. ويعود الكشف عن بيضة الديناصور "ماسوسبونديلس" التي تحتوي على جنين حفظ بشكل جيد إلى عام 1976 في جنوب أفريقيا. ويعتقد العلماء أن هذا المخلوق يتحدر من عائلة حيوانية تشمل الديناصورات ذات الأعناق الطويلة التي عرفت باسم "برونتوساروس". وتسلط الدراسة التي نشرت في مجلة "علم متحجرات الحيوانات الفقارية" الضوء على المراحل الأولى لتطور الديناصورات، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي". وقام الباحثون باستخدام الجنين لإعادة بناء كيف كان شكل الديناصورات الصغيرة التي تنتشر في الأرض. واكتشف فريق العمل الذي فحص البيضة المتحجرة برئاسة البروفسور روبرت ريز من جامعة تورونتو ميسيسوجا في كندا أن الجنين الذي فيها هو اقدم جنين لحيوان فقاري يمشي على اليابسة. وأكد البروفسور ريز أن "البحث يفتح نافذة موجودة على التاريخ المبكر وتطور الديناصورات"، مضيفاً أن "بروسايوروبودس" هى أول ديناصورات تنوعت بشكل كبير وأصبحت بسرعة كبيرة أكثر المجاميع انتشاراً ، لذا فإن (دراسة) بيولوجيتها مهمة على وجه الخصوص لأنها تمثل بطرق عديدة فجر عصر الديناصورات". ويعود "ماسوسبونديلس" إلى مجموعة من الديناصورات تعرف باسم "بروساروبودس" وهى من أحفاد "ساروبودس" الديناصورات الضخمة ذات الأعناق الطويلة والتي تسير على أربعة أرجل. ولاحظ الباحثون بعد دراسة الهيكل العظمي الصغير (طوله 20 سم) أن الجنين كان على وشك الخروج من البيضة بيد أن الحظ لم يحالفه. ويقول تقريرهم إن الجنين يبدو مختلفاً تماماً مقارنة بالحيوانات الكبيرة. وما أن تفقس البيوض فإن صغار الديناصورات تكون بأربع أرجل طويلة الأمر الذي يعني أنها ستتمكن من السير على أرجلها الأربع بدلاً من السير على رجلين كما هى الحال في الديناصورات الكبيرة. ويبدو رأس الجنين كبيراً وبشكل غير متناسب مع جسمه، إذ يعتقد أن ديناصورات "الماسوبونديلس" الكبيرة يبلغ طولها خمسة أمتار ولها رؤوس صغيرة نسبياً وأعناق طويلة. ويبدو أن طبيعة جسمها التشريحيه تتغير مع كبر سنها. وتشير الدراسة إلى أن جسد الجنين الضعيف يحتاج إلى رعاية بعد تفقيس البيضة وخروجه منها، كما هي الحال مع الأطفال من البشر، وفي هذه الحالة فأنها ستكون أول مثال على الرعاية الابوية للصغار.