كتب – شيماء عيسى وعمرو عبدالمنعم قال الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني، إحدى أبرز جبهات المعارضة البحرينية، أن الكل عرضة للتعذيب والاعتقال ببلاده إذا ما خالفوا توجهات أسرة الخليفة الحاكمة ، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين هناك منحازين لتوجهات الأسرة الحاكمة السياسية وغير مؤمنين بمطالب الحرية والمواطنة وحكم الشعب لنفسه عبر ملكية دستورية كما يجري بالديمقراطيات العريقة ببريطانيا وغيرها .
جاء ذلك خلال ندوة عقدت بمركز "النيل" للدراسات مساء أمس، حول دور المعارضة في انطلاق الثورة بالبحرين لمواجهة النظام الملكي، وذلك بحضور سياسيين بحرينيين ومصريين، وقد أدار اللقاء مدير المركز الدكتور عبدالخالق فاروق، وحضرته شخصيات بارزة منها الدكتور جمال زهران وحمدي الفخراني النائبان السابقان بمجلس الشعب، أشرف حربي سفير مصر بالبحرين سابقا ، الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق، الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، ومن الجانب البحريني رضى الموسوي نائب الأمين العام لجمعية التجمع الوطني "وعد" ، وعلي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق. وقد استنكر كمال الهلباوي أن يبدأ الدكتور محمد مرسى حكمه بزيارة إلى المملكة العربية السعودية وهي الدولة التي حاربت ولا تزال الثورة المصرية ودعمت رجال مبارك من الفلول . كما أكد أن المعارضة الخليجية بشكل عام تتغافل عن المطلب الأهم وهو الوجود الأمريكي على أراض عربية ، وقد فتحت أنظمتهم الباب لتواجد حاملات الصواريخ وقوات المارينز الأمريكية ، وهو ما يخضعنا تماما للهيمنة العسكرية الغربية . وقال الهلباوي أن الأنظمة العربية كانت تسخر شعوبها لخدمتها وكأنهم عبيد لديهم وقد تناسوا تماما اتفاقية الدفاع المشترك.
كما أكد الهلباوي أن كريستيان لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي قد جمعت وزراء مالية ورؤساء بنوك الخليج وأقنعتهم بتمويل الصندوق ، والذي تتسبب شروطه في ذل الشعوب العربية، وسوقت لهم وهما وهو أنهم بذلك يسهمون في الاقتصاد العالمي الذي يحقق الرخاء للشعوب . وبالفعل خرج وزير المالية السعودي يؤكد أنه سيدعم الاقتصاد العالمي ب15 مليار دولار .
أما الدكتور جمال زهران فأكد أنه شارك بوضع تقرير للأمم المتحدة حول فساد الانتخابات النيابية بالبحرين 2006 ، ولكن الأسرة الحاكمة حالت دون وصوله وظل حبيس الأدراج . وأكد سلمان أن النظام يعطي الجنسية بناء على معايير الولاء له وليس القانون ، حتى وصل المجنسين لنحو ثلث الشعب المقدر بنصف مليون نسمة ، فقد أعطاها للفنانة أصالة لأنها غنت للملك ، وأعطاها للباكستانيين المشاركين في قمع الثورة البحرينية، وكل ذلك يحرم المواطنين من حقوقهم في الحياة الكريمة . كما أكد سلمان أن الملك حاول امتصاص الثورة بوعود العودة لدستور 71 الذي يعطي هامشا ضئيلا من الحريات السياسية، وهو ما جعل كثير من المواطنين يتناسون عدالة مطالبهم ويرضون بالفتات. وأكد أن كل من حضر لدعم ثورة دوار اللؤلؤة تم تصويره ويجري اعتقالهم ومعاقبتهم فيما بعد. من جانبه أكد رضى الموسوي المعارض البحريني البارز، أن التعتيم الإعلامي كان مقصودا من قبل النظام الحاكم لقمع الثورة وعدم توصيل صوت المعارضة للعالم ، مؤكدا أن أمين الحركة العام حاليا يقبع بالسجون لأنه تجرأ على الأوضاع المسكوت عنها .
وقد شهدت البحرين – بحسب الموسوي - تراجعا اقتصاديا واعتمادا فقط على النفط كمصدر رئيسي للموارد ، كما شهدت أزمة دستورية بعد إقرار دستور 2002 الذي جعل نصب أعضاء مجلس النواب معينين من الملك ويتم عزلهم عن طريقه أيضا ، وفرض تدابير أمن الدولة التي تشبه الطواريء في مصر، في مخالفة لميثاق العمل الوطني الذي كان الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد دعا إليه حين توليه الحكم .
من جانب آخر أكد الموسوي أن الطائفة الشيعية تمثيلها في مؤسسات الدولة ضعيف مقارنة بالأسرة الحاكمة السنية ، وبالأخص في مؤسسات الجيش والشرطة ، مؤكدا أنهم يشكلون 20% فقط من المناصب القيادية بالوزارات رغم نسبتهم العالية في التركيبة السكانية البحرينية . وأكد أن الأموال الخليجية يتم إغداقها لاستمرار الأوضاع الفاسدة كما هي . وعن أخطاء النظام البحريني، من وجهة نظر السفير أشرف حربي ، فهي سماحه بالتدخل الأجنبي وقمعه للمتظاهرين في دوار اللؤلؤة، لكنهم من جهة أخرى استجابوا للعديد من الإصلاحات التي نادت بها المعارضة كتعديل الدستور . أما السفير عبدالله الأشعل فاعتبر أن القضية البحرينية جنت عليها إيران بتدخلاتها المرفوضة ، وأكد ضرورة مساندة المصريين للمطالب المشروعة بالبحرين . أما القيادي العمالي كمال ابوعيطة فأكد على دعم اتحاد عمال البحرين لثورة مصر، وقال أن الملك بالبحرين استطاع أن ينشيء كيانا بديلا لاتحاد العمال وهو نفس ما فعله مبارك في مصر، وبذلك ينشأ اتحاد فاسد لا يعبر عن العمال .