دعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين ميت رومني مرشح انتخابات الرئاسة الامريكية عن الحزب الجمهوري إلى تبني وطرح رؤية استراتيجية واضحة لدور الولاياتالمتحدة في العالم مغايرة للنظرة التي وصفتها ب"الضيقة" التي تتبناها إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما منافسه في هذه الانتخابات عن الحزب الديمقراطي. واعتبرت الصحيفة في مقال إفتتاحي نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني أن رؤية رومني يجب أن تتضمن، على سبيل المثال، عدم التغاضي وغض الطرف عن الهجمات الإرهابية التي تستهدف أمريكيين كما فعلت إدارة أوباما حيال الهجوم الصاروخي الذي وقع على القنصلية الامريكية في بنغازي الشهر الماضي وأسفر عن مقتل السفير الامريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة من معاونيه.
وأكدت أنه يتعين على رومني أن يوضح للرأي العام الامريكي أن بلاده لم تساعد الشعب الليبي في ثورته للاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي لتفعل العكس الآن بأن تتقاعس حاليا عن نجدة الشعب السوري في أزمته الراهنة، كما أنها ليست الإدارة التي تكتفي بأن تدين بسهولة مواصلة إيران لبرنامجها النووي فيما تضفي الشرعية، ضمنا، على نظامها الاستبدادي /حسب وصف الصحيفة/.
وأوضحت أنه لو لم يحدث الاعتداء المروع الذي استهدف القنصلية الامريكية ببنغازي، لما سعى رومني، كما يفعل حاليا، للادلاء بخطابات حول سياسات الخارجية خلال الاسابيع القليلة التي تسبق موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقرر في شهر نوفمبر المقبل.
وتابعت :"لقد أوجد رومني من خلال هذا الحادث منفذا إلى مكامن ونقاط ضعف إدارة منافسه أوباما في سياساتها الراهنة حيال ليبيا، ليقرر من وقتها فصاعدا تسليط الضوء وتناول هذه النقاط بشكل علني، حيث يعتزم المرشح الجمهوري خلال خطاب مقرر له اليوم في ولاية فيرجينيا الامريكية إظهار نفسه في صورة حامي حمى الامن القومي الامريكي وأنه أفضل في هذا الصدد من غريمه أوباما.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بالنسبة للرأي العام الأمريكي المنهمك حاليا بقضايا الاقتصاد الوطني، فإن محاولات رومني للتركيز فقط على مميزاته الشخصية وعدم كونه أوباما لا تعدو كونها مضيعة للوقت؛ بل وستضمن له الفشل في استمالة الناخب الامريكي.
وأشارت إلى أن الامريكيين يشعرون براحة أكثر في التعرف على رؤية واضحة يتبناها مرشحهم عن أي شىء آخر حيث يفترض أن تعطيهم خارطة طريق واضحة لمستقبل البلاد ومن ثم طمأنة هواجسهم.
وشددت على ضرورة وأهمية أن يصيغ رومني رؤية واضحة محددة لمكانة بلاده العالمية على نحو ينجح في نيل إعجاب ورضى ليس فقط الشعب الامريكي بل أيضا حلفاء وخصوم بلاده على نحو سواء.
وتابعت :"رومني في حاجة لاقناع الناخبين بأنه ليس نسخة مكررة من الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، وأنه متعطش لخوض حرب ضد سوريا وإيران؛ بل على العكس عليه أن يعي ويستوعب أن ما يروج له أوباما بشأن "التحول صوب آسيا" على الرغم من كونها بيانات خطابية وبلاغية أكثر من كونها سياسة حقيقة ملموسة، إلا إنها في حقيقة الامر تلبي حاجة وطنية ملحة.
وأكدت الصحيفة في ختام مقالها الإفتتاحي أن رؤية واستراتيجية جديدتين من أجل الحفاظ على عظمة وريادة الولاياتالمتحدة في العالم يجب أن تنبع من الفهم والادراك الجيد لما مرت به البلاد منذ عام 2001.
ولفتت الصحيفة قائلة "ربما تكون الولاياتالمتحدة واحدة من أغنى البلاد في العالم، إلا إن المواطن الامريكي بات أكثر فقرا ومثقلا بالاعباء وغاضبا من نكران الجميل الذي يظهره له وطن ضحى من أجله بالكثير". مواد متعلقة: 1. اوباما : كل ما يقوله رومني "صخب وتفاهات" 2. نائب رومني: أوباما يحاول " تشويش و إرباك " الناخبين 3. أقارب رومني البريطانيين يشجعونه في انتخابات الرئاسة