الأناضول: تسأل "هلا" الصغيرة ابنة الخمسة أعوام التي نزحت من منطقة القصير السورية إلى منطقة عرسال الواقعة شرق لبنان منذ 9 أشهر مع عائلتها، أي لمخيمها أن يجلب لها في المرة المقبلة كنزة تقيها البرد. وهذا الطلب رغم أنه يأتي الطقس لم يتحول بعد صقيع يهزّ سكون المخيم الذي نُصب خصيصا للاجئين من الأولاد والنساء في المنطقة، يكشف عن حجم المعاناة التي يواجهها اللاجئين في هذا المخيم والتي وصفها الكثير منهم ب"المذلة".
وبعض المنظمات والجمعيات الدولية التي تعلم تماما ما ينتظر هؤلاء المهجرين بعد أن يهل الصقيع، بدأت بالعمل على إقامة غرف صغيرة من "الباطون" (الخرسانة) تسقفها بألواح من الحديد الخفيف (المعروف بالاترنيت) حيث يمكن لهؤلاء الاختباء من قساوة الطبيعة هناك والتي فاجأت الأطفال والنساء حين بللت أمطار أكتوبر/ تشرين أول خيمهم قبل أيام وهم نائمون.
وفي جولة لمراسلة وكالة الأناضول في المخيم، فإن أطفال سوريا في عرسال لا يزالون يقضون أيامهم بتأمل جبال المنطقة القاحلة وينتظرون قدوم إحدى المنظمات أو الجمعيات للحصول على أية مساعدات.
واحتياجات الأطفال والنساء في هذا التجمع الذي يعد الأكبر بالمنطقة، كثيرة جدا، حيث باتوا جميعا باتوا يفتقرون لأدنى مقومات الحياة الكريمة.
وتقول فاطمة ربة عائلة من 6 أفراد يسكنون في الخيمة نفسها مع عائلة أخرى:"بعدما كان منزلي من 11 غرفة ها نحن نعيش مشردين في خيمة مع 6 أشخاص آخرين"، قبل أن تضيف "لو كنا موتى لكان هناك مساحة أكبر لننام فيها في التابوت".
أما معظم فيعربون عن ندمهم الكبير لمغادرة أرضهم وبيوتهم، ويقولون "إن الاستشهاد في سوريا أحب إلى قلوبهم ألف مرة من العيش بمذلة في لبنان".
وهنا تقول ربة وهي تحمل طفلتها ابنة السنة الواحدة "لو كانت الحدود آمنة لاتجهت مباشرة إلى منزلي في حمص...فالعيش تحت القذائف والقصف اليومي في منزلي أفضل بالنسبة لي من حبس دموع تخنق صوتي ليل نهار نتيجة المذلة التي نعايشها يوميا في هذه الخيم".
وعن أعداد النازحين في المخيم يقول علي الحجيري رئيس بلدية عرسال "إن 1530 عائلة نازحة من سوريا إلى عرسال يتوزع أفرادها على كامل المنطقة، منهم من تستضيفهم عائلات لبنانية في منازلها ومنهم من يعيش في خيم أو في غرف الباطون الصغيرة المعتمة، ويقول:"الدولة اللبنانية لا تقدم شيئا لهؤلاء ونحن نتكل على ما تتبرع به الجمعيات الخيرية العربية والدولية".
وبحسب الأرقام الصادرة عن الأممالمتحدة فإن عدد السوريون الذين نزحوا إلى لبنان عقب اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد مارس 2011 وصل إلى 24 ألف نازح حتى الرابع من مايو، رغم أن الناشطين يعتقدون أن العدد الفعلي أكبر من ذلك. مواد متعلقة: 1. ضبط لاجئين سوريين يحملون عتاداً عسكرياً بالأردن 2. قلق فرنسي لإرتتفاع عدد اللاجئين السوريين 3. افتتاح مدارس للاجئين السوريين بمخيم "الزعتري" بالأردن