كالعادة يسبق أي تشكيل حكومي جديد في أي دولة العديد من التكهنات والشائعات ، وهذا ما حدث بالفعل في ليبيا ففي الوقت الذي ينتظر فيه الليبيون الاعلان عن الحكومة الجديدة على أحر من الجمر ، انتشرت انباء عن ان رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل وافق على المشاركة في الحكومة الجديدة التي يفترض أن تعرض على المؤتمر الوطني العام اليوم الاربعاء, وسيحصل فيها على ثلاث حقائب قد تكون حقيبة الخارجية من بينها. وذكر مصدر ليبي أنه تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في لقاء جمع رئيس الوزراء المكلف مصطفى أبو شاقور بجبريل. ووفقا للمصدر نفسه, فإن اللقاء تم بعد إصرار قيادات في التحالف على المشاركة في الحكومة الجديدة المرتقبة.
وتابع أن عددا من أعضاء التحالف في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) فاوضوا مصطفى أبو شاقور بشأن دعمه في المؤتمر حتى لو خالف ذلك رأي رئيس التحالف.
استقالة جبريل
تأتي تلك الانباء بعد ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية حول استقالة رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل ، لكن رئيس مكتب شباب تحالف القوى الوطنية في بنغازي أحمد بالأشهر نفى ذلك .
وقال بالأشهر :"إن جبريل لم يقدم استقالته، وإن هذا الخبر لا أساس له من الصحة".
وأضاف بالأشهر أن رئيس كتلة تحالف القوى الوطنية بالمؤتمر الوطني العام إبراهيم الغرياني قدم استقالته شفهيًا، مؤكدًا أن التحالف لم يتخذ أي قرار بهذا الخصوص حتى هذه اللحظة.
قبل 8 أكتوبر
وبعد تضارب الأنباء بشأن موعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الليبية الجديدة أكد أبو شاقور أواخر الاسبوع الماضي ، أنه سيعلن تشكيلة حكومته الجديدة، قبل الثامن من أكتوبر/ تشرين أول المقبل.
وتأتي تأكيدات أبوشاقور بالتزامن مع تصريحات للمتحدث باسم المؤتمر الوطني هدد فيها بعزل رئيس الوزراء المكلف إذا فشل في تقديم قائمة بأعضاء مجلس الوزراء الجديد بعد المهلة المحددة.
وقال أبوشاقور، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الليبية، انه في إطار العمل على تشكيل الحكومة الجديدة، "قام بالتواصل مع بعض رؤساء الأحزاب السياسية وعددا من الكتل الحزبية والعديد من المستقلين في المؤتمر الوطني العام، حرصا على تشكيل حكومة وفاق وطني ".
من جانبه هدد المؤتمر الوطني الليبي بعزل رئيس الوزراء بحلول الثامن من أكتوبر، إذا فشل في تقديم قائمة باعضاء مجلس الوزراء الجديد.
وقال عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام "إذا فشل أبو شاقور في تقديم مجلس وزرائه المقترح بحلول ذلك الموعد "8 أكتوبر" فإنه سيعتبر مستقيلا وسيجرى اقتراع لإختيار رئيس وزراء جديد."
وكان من المنتظر أن يقدم أبو شاقور -الذي انتخبه المؤتمر في 12 سبتمبر- قائمة حكومته إلى المؤتمر الوطني للموافقة عليها بحلول 28 سبتمبر.
أبو شاقور والجنسية
وأكد أبو شاقور، التزامه بقرارات المؤتمر الوطنى الليبى العام "البرلمان" ومن ضمنها التنازل عن الجنسية الأمريكية فور صدور قرار من المؤتمر الوطنى العام بشأن تكليفه بتشكيل الوزارة الجديدة.
وقال أبو شاقور :" إنه فى الوقت الذى نؤكد فيه إيماننا ببناء دولتنا الرائدة والتزاما منا بخيار شعبنا العظيم عبر مؤسساتنا المنتخبة، أردت أن أوضح فى بيانى هذا بأن ما نشر عنى بخصوص تنازلى عن تكليف نواب شعبنا لى برئاسة الحكومة المنتخبة مقابل احتفاظى بالجنسية الأمريكية هو خبر غير صحيح".
وأضاف:" إننى أؤكد التزامى بقرارات المؤتمر الوطنى الليبى العام كافة، ومن ضمنها اختيار خدمة بلدى، والتنازل عن الجنسية الأمريكية فور صدور قرار من المؤتمر الوطنى العام بهذا الشأن".
بفارق صوتين
وفاز مصطفى أبو شاقور الشهر الماضي بمنصب رئيس الحكومة الليبية بعدما تفوق في جولة التصويت الثانية على منافسه محمود جبريل زعيم تحالف القوى الوطنية الليبية بفارق صوتين فقط، وحصل أبو شاقور على 96 صوتا مقابل 94 لجبريل من أصوات المؤتمر الوطني العام.
وكلف "المؤتمر الوطني العام في ليبيا" المكون من 200 عضو، مصطفى أبو شاقور بتشكيل الحكومة الجديدة بعد فوزه بمنصب رئيس الحكومة.
وأبو شاقور حصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، ودكتوراة في الهندسة الكهربائية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وانضم للمعارضة الليبية في الخارج منذ نهاية السبعينات. وكان نائبا لرئيس الوزراء في حكومة الكيب، كما أنه يعد مرشحا لحزب الجبهة الوطنية وامتدادا لحكومة الكيب ، ويقف خلفه العديد من المستقلين والإسلاميين السلفيين، كما تولى ملفات مهمة في حكومة الكيب.
وكان جبريل زعيم تحالف القوى الوطنية الليبية قد حصل فى جولة التصويت الأولى للبرلمان الليبى "المؤتمر الوطنى العام" لاختيار رئيس الوزراء الليبى المقبل على 86 صوتا متقدما على أكبر المنافسين له أبوشاقور الذى حصل على 55 صوتا.
وحصل عوض البرعثي وزير الكهرباء الحالي على 41 صوتا وعبدالحميد النعمي على 3 أصوات وفتحي العكاري صوت واحد، محمد المفتى صوت واحد، مبروك الذوي صوت واحد، محمد بالروين صوت واحد.
اعتراض الثوار
وأعلنت مصادر ليبية مطلعة ان الثوار يرفضون ترشيح اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية في الجيش الليبي في منصب وزير الدفاع خلفا للوزير الحالي أسامة الجويلي، بالإضافة إلى الدكتور عاشور سليمان شوايل المدير السابق للأمن الوطني في مدينة بنغازي والمرشح لخلافة وزير الداخلية الحالي فوزي عبد العال.
وقال مصدر على صلة وثيقة بقيادات الثوار، إن هناك اجتماعات شبه يومية للتنسيق بين مجموعات الثوار المختلفة لإقناع أبو شاقور بتغيير الأسماء المرشحة واستبدالها بمرشحين يحظون بموافقة وتأييد الثوار.
وكان رئيس الوزراء الجديد قد أعلن اعتزامه الاستعانة بقيادات من الثوار في حكومته، لافتا إلى الدور الإيجابي الذي لعبوه خلال الثورة ضد القذافي وحتى الآن.
ويمثل الملف الأمني واستيعاب الثوار في صفوف مؤسسات الجيش والشرطة، هاجسا كبيرا لرئيس الحكومة، الذي قال، فور انتخابه إن هذا الملف سيحظى بأولوية خاصة لدى حكومته.
من ناحية أخرى يسعى تحالف القوى الوطنية الليبي لافتتاح أول مكتب خارجا له في العاصمة المصرية القاهرة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقالت مصادر ليبية ومصرية مطلعة ان الدكتور جبريل ناقش مع عدد من المسئولين المصريين خلال الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي فكرة افتتاح مكتب لتحالف لقوى الوطنية للتواصل مع الجالية الليبية الكبيرة المقيمة في مصر ولإقامة علاقات أوثق مع مختلف القوى والتيارات السياسية المصرية في هذه المرحلة.
وأوضحت المصادر أن الجانب المصري وافق من حيث المبدأ على القبول بتواجد مكتب لتحالف جبريل في القاهرة , مشيرة إلى أنه يتم حاليا البحث عن مقر للمكتب تمهيدا لتجهيزه بعد استيفاء الأوراق القانونية المطلوبة.
مواد متعلقة: 1. تضارب الأنباء بشأن موعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الليبية الجديدة برئاسة "أبوشاقور" 2. الحكومة الليبية تجدد إلتزامها بتوفير الأمن 3. أنباء عن إعلان الحكومة الليبية الجديدة اليوم