"أجيال 1" هو عنوان المعرض الذي اختارته قاعة "بيكاسو" لأول معرض تقيمه للفنانين الشباب، والذي شهد تنوعا ملحوظا في اتجاهات الفنانين كل منهم بحسب رؤيته الخاصة والموضوعات التي تناولها. كان الفنان سمير فؤاد هو ضيف شرف هذا المعرض، والذي يستمر عرضه شهرا كاملا حتى 23 أكتوبر المقبل، وقدم فؤاد لوحتين إحداهما تمثل بورتريه لامرأة تحمل في يدها طبق بلح، أما اللوحة الأخرى فكانت عن الزهور. وقدم الفنان رمضان عبد المعتمد عددا من الأعمال نحت وتصوير مستقلا إحدى حوائط القاعة، أبرزها لوحة كبيرة عن ثورة 25 يناير، رسم فيها حصانا كبيرا في الجانب الأيمن من اللوحة، أما الجانب الأيسر فرسم فيه كرسي يحمل دستور مصر، وتتناثر في جميع أركان اللوحة عدة عناصر انعكست من ذاكرة أحداث الثورة والتي عاشها الإنسان المصري بكل جوارحه، كالجمال التي رمزت إلى موقعة "الجمل"، ومشهد من الثورة وتكدس الشباب في ميدان التحرير، دبابات، زهور، الطيارة التي كانت تلق بالغاز على المتظاهرين. كما قدم الفنان عدة منحوتات إحداها تمثل طفل يركب على إحدى الحيوانات ويمتد جسدهما في استطالة، أما المنحوتات الأخرى فكانت تماثيل نصفية لأشخاص صاغها برؤيته الخاصة، تبدو للمشاهد رقيقة للغاية. في حين عرض الفنان أحمد سليم عدد من اللوحات جسدت العلاقة بين الرجل والمرأة، صاغها بروح الفن الشعبي بألوانه الواضحة الصريحة، واستخدامه بعض الموتيفات والزخارف الشعبية في أجزاء بخلفية اللوحة، بالإضافة إلى استخدامه الملمس في بعض لوحاته. وتناول الفنان محمد ربيع الحياة المعيشية المصرية، ففي إحدى لوحاته رسم سوق الخضار؛ حيث ظهرت في اللوحة إحدى البائعات ومن حولها أشخاص يشترون الخضروات، ولكنه تناول العمل بأسلوب مسطح فلم نشهد فيها البعد الثالث. كما رسم بائع البلالين ومن حوله الأطفال، بنفس الأسلوب. أما الفنان مصطفى سليم فقدم لوحة عن القراءة ورسم طفلة تقرأ وهي جالسة على صخرة، وبدت رأسها كبيرة للغاية بالنسبة لحجم اللوحة، ومن خلفها يظهر رجل ضئيل الحجم كناية عن أهمية القراءة في حياتنا. ورسم الفنان في لوحة أخرى بورتريه بحجم كبير. وقدم الفنان محمد صبري لوحة مكونة من ثلاثة لوحات، الأولى تصور رجل وفي الجزء العلوي من اللوحة مساحة منفصلة تبدو كذاكرة الرجل تعكس مشاهد الحيوانات وأشياء أخرى، وتصور اللوحة الثانية بقرة ومن فوقها تلك المساحة التي تعكس ذاكرتها عن الأشخاص والحياة الإنسانية، أما اللوحة الأخيرة فصورت امرأة عجوز وتعكس أعلى اللوحة ذاكرتها عن الحيوانات. ورسم أحمد أسامة مشاهد تبدو من الحياة الغربية ورؤيته للمدينة بشكل عام كأسواق الشراء والملاهي والألعاب وذلك بألوان قاتمة. كما عبر محمد دمراوي عن الحياة الاجتماعية المصرية، ورسم العائلة، فأحيانا نجد الأب والأم والأبناء، وأحيانا أخرى يرسم الأب والأم فقط في حالة من التمازج مع الكلمات والأحرف العربية، مستخدما اللون الذهبي مع درجات البني والبيج. وفي لوحات أخرى رسم السيدات يمشين في الأسواق مستخدما الألوان المائية. صور الفنان محمد الشرقاوي الاحتفالات الشعبية، ورسم في إحدى لوحاته التي قدمها في المعرض مسرح شعبي يستضيف راقصة وفرقتها، والجمهور يقابلها بالتصفيق الحاد، كما رسم احتفالات البدو التي يتراقص فيها الأشخاص وهم يركبون الحصان. وعرض لوحة أخرى عن المراكب. أما الفنان محمد الغنام فرسم واجهة المنازل الشعبية مستخدما الألوان المائية مهتما بالإضاءة التي أسقطها على عناصر العمل بحرفية شديدة. ورسم عدد كبير من الفنانين الأشخاص كل منهم بأسلوبه وبرؤيته الخاصة كالفنان وليد ياسين، جورج كيليني، نيفين الحكي، وخيري ميشيل. كما رسم البعض الآخر الطبيعة برؤى متنوعة كعلي حسان. وصور البعض الحياة المصرية بمختلف عصورها، كالفنان إسلام النجدي الذي صور مشهد من الحياة الشعبية السابقة؛ حيث رسم رب الأسرة يشرب الشيشة ومن حوله نسائه إحداهم تظهر من وراء المشربية وغيرها يقفن وينظرن للأمام وكأنهم في وضع التقاط صورة. كما قدم احد النحاتين منحوتة للفنان محمد منير الذي افتتح المعرض مع الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة. وقدم بعض الفنانين أعمالا تجريدية لكنها مستوحاة من الطبيعة كل منهم بأسلوبه الخاص. والمعرض في مجملة قدم إبداعات ثلاثين من الفنانين والفنانات الشباب، الذي استبشرت لهم قاعة "بيكاسو" بمستقبل باهر في مجال الفن التشكيلي، مما دفعها أن تعرض أعمالهم للمرة الأولى في معرض "أجيال 1"، والذي تنوي تكرار هذه التجربة في السنوات المقبلة واختيارها شباب آخر واعد من الفنانين.