أ.ش.أ: ذكرت مجلة (تايم) الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي يخوضان معركة حاسمة من شأنها أن تقرر مصير الديمقراطية الناشئة في بلادهم ودول الربيع العربي بوصفها مهد ثورات الربيع العربي. وأوضحت المجلة - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني – أن الفترة الآنية تشهد صراعا سياسيا بين الرجلين الأكثر نفوذا في تونس وهما: المرزوقي ذو الانتماء الليبرالي والغنوشي صاحب المرجعية الإسلامية بشأن تحديد المسار الأمثل للديمقراطية الوليدة في بلادهم بعد اندلاع ثورة الياسمين في يناير العام الماضي؛ فإما أن تكون دولة إسلامية محافظة أو أخرى تحتضن المبادئ والحريات على طريقة الديمقراطيات الغربية.
واعتبرت المجلة أن فوز أي من طرفي الصراع التونسي وتطبيق رؤيته سيترك أثرا عميقا ومهما ليس على تونس فحسب بل أيضا على مختلف دول منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي الهمتها الثورة التونسية لتقوم بثوراتها ضد أنظمتها الاستبدادية على مدار العامين الماضي والجاري.
وأشارت المجلة إلى حوار أجرته مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي يؤكد فيه أن بلاده تعد بمثابة مختبر لثورات الربيع العربي، مشددا على أهمية نجاح ثورة الياسمين وإقامة ديمقراطية حديثة مستقرة.
وانتقد الرئيس التونسي - حسبما أبرزت المجلة - حالة العنف والاضطرابات التي شابت الاحتجاجات التي اجتاحت مدن تونسية على إثر عرض فيلم أمريكي يسيء للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) قائلا "إن الفوضى هى ما يريده السلفيون وستكون كارثة على العالم العربي بأثره".
ولفتت مجلة (تايم) الأمريكية - في سياق تحليلها الإخباري - إلى أن لقاء المرزوقي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المقرر اليوم سيكون فرصة سانحة أمام الرئيس التونسي للتعبير عن مخاوف بخصوص هذا الشأن إضافة إلى خطابه المقرر غدا الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليوجه رسائله إلى نطاق أوسع من الجمهور.
ورأت مجلة (تايم) الأمريكية أن التحديات والأزمات التي تعوق مسار تونس نحو الديمقراطية تبلورت مؤخرا لتصبح جلية أمام أعين العالم أجمع بعد خروج مئات المتظاهرين الغاضبين في 14 من الشهر الجاري ليعتدوا على مقر السفارة الأمريكية في تونس ورفع علم تنظيم القاعدة احتجاجا على عرض الفيلم المسيء ليتبادل المرزوقي والغنوشي الاتهامات المريرة فيها بينما ويشير كل منهما بأصبع الاتهام إلى الآخر لما وصلت إليه البلاد وتنامي نفوذ التيار السلفي.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي سارع فيه المرزوقي بإعطاء تعهدات بالعمل على قمع التيار السلفي المتصاعد لاسيما بعد أشهر من شنه هجمات واعتداءات على نساء وتخريب أعمال فنية، أكد الغنوشي أن الخيارات المتاحة أمامه في معالجة هذا الشأن وقمع الحركات السفلية ليس بالسهل أو اليسير أبدا.
ونوهت المجلة أيضا إلى أن المعركة السياسية الآنية بين رجلي تونس قد يتخللها صراع دستوري آخر حول تطبيق النظام الرئاسي في البلاد على غرار ما يحدث في الولاياتالمتحدة وفرنسا أم جعله نظاما برلمانيا مثل بريطانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى.
إذ يرى المرزوقي - بحسب ما لفتت المجلة - أن الاعتداءات الأخيرة على مقر السفارة التونسي تبرز الحاجة الملحة لرئيس قوي يتمتع بنفوذ وصلاحيات محورية، في حين يحبذ الغنوشي أن يكون الرئيس رمزا لدولة موحدة معتبرا إلى أن الاستبداد والطغيان توغل داخل تونس من خلال النظام الرئاسي. مواد متعلقة: 1. المرزوقي: وصولي إلى رئاسة تونس "فرصة العمر" 2. المرزوقي يدعو الانتربول إلى إعتقال الماطري صهر بن علي 3. المرزوقي: استفزازات الجماعات السلفية في تونس تجاوزت الخط الأحمر