باريس: كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الأحد أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تسلم تقريراً من اثنين من كبار دبلوماسييه خلص بأن فرص تجديد المفاوضات بين سوريا وإسرائيل ضئيلة جداً. وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن ساركوزي تسلم من مستشاره الخاص لشؤون الشرق الأوسط نيكولاس جالاس ، وباتريس باولي مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية، تقريرا يفيد بعدم وجود فرصة لاستئناف مفاوضات جوهرية بين إسرائيل وسوريا فى المستقبل القريب. وقد زار المسئولان الفرنسيان إسرائيل خلال الأسبوع الثاني من الشهر الماضي حين كان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يقوم بزيارة رسمية لإسرائيل. ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن دبلوماسيين إسرائيليين ومسئولين رفيعى المستوى بالقدس قولهم: "إنهما اجتمعا بوزير الاستخبارات والطاقة النووية دان ميريدور ومستشار الأمن القومي عوزي أراد وأشخاص كانوا على صلة بالمفاوضات غير المباشرة مع سوريا في عهد حكومة اولمرت". وأعرب الدبلوماسيين الفرنسيين في تقريرهما عن اعتقادهما بأن مفاوضات ذات مغزى بين إسرائيل وسوريا ليست ممكنة فى المستقبل القريب بسبب شكوك البلدين المتبادلة بشكل ملحوظ والافتقار للاستعداد للقيام بأى نوع من حل وسط وأنه من وجهة نظرهما فإن إسرائيل ليست مستعدة للانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان وأن سوريا ليست مستعدة فى الوقت نفسه لقطع علاقاتها مع إيران وحزب الله. وقال الصحيفة "إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد، ابلغ الدبلوماسييْن الفرنسيين بأن إسرائيل ستقترح مبادلة أراض مع لبنان وسوريا والأردن وأنها في مطلق الأحوال لن تنسحب من الجولان بشكل كامل". وأضافت الصحيفة "أنه بعد الإنصات أدرك الدبلوماسيان أنهما يضيعان وقتهما وأنه ليس ثمة رغبة حقيقية فى إسرائيل فى تلك المرحلة لتحقيق تقدم على المسار السورى". وأوضحت أن الدبلوماسيين لم يضعا مع ذلك اللوم بأكمله على إسرائيل وأنهما اجتمعا أيضا مع الرئيس السورى بشار الأسد ومسئولين سوريين آخرين الذين أوضحوا جليا لهما أن سوريا ليست لديها نية فى قطع علاقتها الوثيقة مع إيران وأنهم نفوا أيضا أن سوريا تنقل ذخيرة لحزب الله وأن السوريين ألمحوا بأنهم يفضلون تركيا عن فرنسا للوساطة. وكانت اخر محادثات مباشرة بين سوريا واسرائيل في عام 2000 في الولاياتالمتحدة ولم يصل الجانبان الى اتفاق بسبب الخلاف على مستقبل الجولان. وعقدا محادثات غير مباشرة بوساطة تركيا العام الماضي لكن سوريا جمدت تلك المحادثات احتجاجا على الحرب التي شنتها اسرائيل في ديسمبر/ كانون الاول ويناير / كانون الثاني في قطاع غزة