عمان: انتقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه عملية السلام ، داعياً الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الضغط على إسرائيل لقبول الشروط الدولية والجدول الزمني لعملية السلام. وقال الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية: "سأحاول الضغط على الإدارة الأمريكية أثناء زيارتي للولايات المتحدة الأسبوع المقبل لتفرض على إسرائيل الشروط والجدول الزمني اللازم للمضي في عملية السلام لتجنيب المنطقة خطر جولة جديدة من أعمال العنف". وأضاف عبدالله: "إن وضع إسرائيل بات أكثر تعقيداً من وضع كورية الشمالية تلك الدولة الشيوعية المنعزلة عن العالم" ، محملاً "سياسة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عن تردي الأوضاع وتأزم مسار عملية السلام". وتابع: "كنت متفائلاً برؤية نتنياهو بخصوص السلام مع الجانب الفلسطيني وانعكاسه على السلام بين العرب وإسرائيل إلا أنه بعد مرور 12 شهراً وتطورات الوضع على الأرض بالمنطقة أصبحت متشائماً على الرغم من كوني أكثر المتفائلين". وقال: "إن سياسة الاستيطان في القدسالشرقية أدت إلى تدهور العلاقة بين عمان وتل أبيب ووصولها إلى أدنى مستوى لها منذ توقيع معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل" ، مشيراً إلى أن الثقة السياسية لم تعد متوفرة في إسرائيل. وأوضح العاهل الأردني أنه وعدد من القادة العرب تساورهم الشكوك بشأن قدرة الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو على اتخاذ إسرائيل خطوات من شأنها بناء الثقة للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة ، مؤكداً أن هذا الوضع يتطلب تدخلاً فورياً وحاسماً من الرئيس أوباما. وحذر الملك عبد الله من خطورة الوضع الراهن في الشرق الاوسط ، معتبرا ان مستقبل دولة اسرائيل سيتعرض للخطر ما لم يتم التوصل الى السلام في المنطقة. ورفض الملك عبدالله المقترحات بتوطين جزء من الفلسطينيين في الأراضي الأردنية ، مشيراً إلى أن هذا المقترح غير منطقي وسيؤدي إلى انعدام الاستقرار بالمنطقة إلى جانب رفض المجتمع الدولي مثل هذا المقترح. ونَوَه العاهل الأردني إلى أن هذا المقترح يعني ترحيل 1.8 مليون فلسطيني من منازلهم إلى الأردن ولبنان وسوريا مما يؤدي إلى انعدام الاستقرار على حدود تلك الدول ، مشيراً إلى أن ذلك لن يحل المشكلة حيث أن الإسرائيليين من (عرب 48) سيشكلون 50 في المائة من سكان دولة إسرائيل خلال ما بين 8 و10 سنوات. وأشار العاهل الأردني إلى تحسن في العلاقات بين عمان ودمشق ، مؤكداً على أنه لَمس وجود رغبة لدى القيادة السورية في الوصول إلى سلام مع إسرائيل. وأوضح أن الرئيس السوري بشار الأسد لديه رغبة حقيقية في الدخول في مباحثات سلام مع إسرائيل إلا أنه يسعى لتفهم الحكومة الإسرائيلية ، مشيراً إلى أن التصريحات البلاغية لحكومة الليكود إيجابية، بينما التصرفات على أرض الواقع مغايرة ، مؤكداً أن ذلك هو سبب إحباط الجانب السوري. ويذكر أن قضية الإستيطان في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة أعاقت استئناف المفاوضات بين الفلسطينين والإسرائيليين وسببت أزمة في العلاقة بين تل أبيب وواشنطن.