أكد حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، على أنه لم ولن يكون رئيساً للتيار الشعبي الجديد في مصر، وأنه سيكتفي بكونه أحد الداعين لتكوين هذا التيار، معبراً عن إيمانه الكامل بالله أولاً وبالشعب وقدرته على تخطي الصعاب ثانياً. وأشار إلى وجود كثير من الدعوات التي تهدف إضعاف عزيمة هذا الشعب، ولكنها ستفشل بالتأكيد نظراً لقوم إيمان هذا الشعب، مشيراً إلى كثرة الأزمات التي مرت بها البلاد، وقوة تحمل الشعب، صموده أمام هذه الأزمات المختلفة.
وأضاف أن الشعب المصري مازال لم ينجز القدر الكافي من أهداف الثورة، وأن الثورة قد تعرضت للخطر في كثير من الأوقات، تعرضت للسرقة والنهب، ولكن الله تعالى سيحميها لأصحابها الذين عليهم بذل الكثير من الجهد للوصول إلى ما تمنوه.
وقال أن موقف الشعب من الثورة الآن كمن قطع نصف الطريق، فلا يستطيع العودة لما سبق، وعليه أن يكمل مشواره رغم الصعاب التي يواجهها، قائلاً "حتى لا يكون موت وخراب ديار"، مضيفاً أن تحقيق مطالب الثورة من حرية وعدالة اجتماعية يمكن تحقيقها الآن بشكل أسهل مما كان عليه الوضع قبل الثورة، فمصر الآن بها انتخابات "نزيهة" دون النظر إلى نتائجها وهذا نوع من الحرية والتعبير عن الرأي، كما إنها إحدى مكاسب الثورة.
وتمنى صباحي أن تقوم القوى السياسية الكبرى المختلفة بتنظيم أنفسها، حتى تكون جبهة شعبية قوية تقف أمام من يحاول التعدي على حقوق الشعب ومطالبه المشروعة، كما أن هذا التنظيم سيتيح مزيد من التحرك الفعال على أرض الواقع وبين الناس، فال يجب أن نقوم بمناشدة الرئيس والوزارة لحل مشاكلنا، ولكن يجب أن يكون كل واحد من الشعب رئيساً لنفسه ويشارك في حل أزمات البلد.
ومن الناحية الاقتصادية، عبر حمدين صباحي عن رغبته في تحول النظام المصري من الرأسمالية إلى السوق الاجتماعي، الذي يتوجب على الدولة التدخل فيه لحل مشاكل الفقراء، ولضمان تحقيق العدالة الإجتماعية وعدم الاحتكار من البعض، لضمان توفير الفرص أمام الجميع دون تميز.
وأضاف أنه وللأسف تحول النظام المصري المصر من نظلم رأسمالي فاسد إلى نظام رأسمالي مرتدياً عباءة الدين، دون وجود هذا السوق الاجتماعي، فيجب تفعيل آليات السوق الرأسمالي ذات مسئولة اجتماعية، مضيفاً أن النظام الرأسمالي الحالي –حتى وإن كان القائمين علية متدينين- يقوم على الضغط على الفقير والرفاهية للأغنياء، وهذه طبيعة مثل هذه النظم، مضيف قائلاً أن "تغير رأسمالي بسيجار برأسمالي بسواك لا يعد تغير حقيقي".
ومن الناحية السياسية، قال حمدين أن الشعب قادر تماماً على التميز والتفرقة والاختيار بين البدائل، كما أنه قادر على وزن الأمور وفقاً لمعاييره، ولذلك يرى "حمدين" أن مقاعد التيار الإسلامي ستقل في العدد في الإنتخابات البرلمانية القادمة، فالشعب يعي تماماً أن من مصلحته اختيار برلمان قادر على معارضة الرئيس والتصدي له في حال عوجه عن إعطاء الحق لمستحقيه وعدم دعم الفقراء، وذلك سيتحقق بانتخاب تيارات غير التيار الذي ينتمي له الرئيس، فالشعب لا يريد ترك السلطة كلها في يد تيار واحد لينفرد بها.
وبين صباحي أنه لم يقرر حتى الآن خوض الإنتخابات الرئاسية القادمة، وأنه في حال توحد القوى السياسية المعبرة عن الثورة والشعب، سيكون نجاح مرشحها محتوم وذلك إن كان حمدين هو المرشح أو غيره، مضيفاً أن هذا سيكون الحال أيضاً في الإنتخابات البرلمانية القادمة. مواد متعلقة: 1. حمدين صباحي ينتقد سيطرة الإخوان على المناصب القيادية 2. مي نور الشريف: والدي كان يؤيد حمدين وأنا انتخبت شفيق 3. حمدين صباحي لبعثة الألعاب البارالمبية:«حققتم انجاز غير مسبوق»