القدس المحتلة: قال ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجيش أجرى تغييرات على الخطط التي أعدها مسبقا قبل شن عملية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة في مطلع العام الماضي ، وذلك بسبب تسريبها للصحافة. وكانت إسرائيل كشفت مؤخرا عن قيام الصحفية الإسرائيلية عنات كام بتسريب وثائق للصحافة عندما كانت مجندة للصحفي أوري بلاو من صحيفة "هآرتس". ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الضابط قوله إن "الجيش الإسرائيلي أجرى تغييرات على الأمر العسكري لشن عملية الرصاص المصبوب في أعقاب قيام عنات كام بسرقة الوثيقة" . وقد خلفت الحرب الإسرائيلية سقوط أكثر من 1400 شهيد فلسطيني ودمرت مئات المنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن الضابط أنه "بعد أن علم الجيش الإسرائيلي بتسريب الوثيقة جرت سلسلة مداولات في مستويات عسكرية عليا تم في أعقابها إجراء التغييرات بهدف ضمان سلامة الجنود". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق أن الصحفي بلاو أوشك على نشر خبر في "هآرتس" حول الحرب على غزة قبل أيام من شنها في 27 ديسمبر/ كانون الأول من العام 2008 لكن الرقابة العسكرية منعت النشر. ووفقا ل"يديعوت أحرونوت" فإن الرقابة العسكرية صادقت في البداية على نشر الخبر لكن عند منتصف الليل هاتفت الرقيبة العامة الإسرائيلية رئيس تحرير "هآرتس" دوف ألفون وقرر الأخير الامتناع عن النشر بعد أن تمت طباعة عدد من نسخ الصحيفة والتي تم إتلافها. واستحوذت قضية تسريب كام لوثائق عسكرية سرية لمراسل "هآرتس" بلاو، حصلت عليها خلال عملها كمجندة في مكتب قائد الجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي يائير نافيه، على العناوين الرئيسية وعدد كبير من صفحات الصحف الإسرائيلية الصادرة امس. ونشر بلاو بالاستناد إلى هذه الوثائق العسكرية عدة تقارير في "هآرتس" كان أبرزها التقرير الذي نشره في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2008 حول إعطاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي "ضوءا أخضر" للجنود بقتل ناشطين فلسطينيين حتى لو كانت هناك إمكانية لاعتقالهم.