الأناضول: وسط موجة من التصفيق، وفرحة غامرة علي وجوه الحضور لحفل تنصيب الرئيس الصومالي الجديد أمس الأحد تسلم حسن شيخ محمود من سلفه علم البلاد ونسخة من الدستور وحقيبة تحتوي مستندات الرئاسة الصومالية. "في هذه اللحظات يأمل الصوماليون أن تسلك بلادهم طريقا آخر، غير الفوضى والاقتتال لتدخل مرحلة جديدة بعد الحكومات الانتقالية، مرحلة تكون فيها للمصالحة الوطنية الاهتمام الأكبر لوقف نزيف الدم الصومالي"، كانت تلك كلمات قالها الرئيس الصومالي الجديد في أول خطاب له بعد تنصيبه وتسلم السلطة خلفا لشيخ شريف أحمد.
"مقديشيو، في قبضة واحدة، بأيدي القوات الحكومة الصومالية، وفترة الرئيس الجديد فرصة ذهبية لم تحدث من قبل، وهو عامل آخر يساعد الرئيس الصومالي الجديد"، هكذا علق الصحفي الصومالي عبد حسين للأناضول حول الوضع الراهن.
فاطمة علي مواطنة صومالية، تابعت خطبة الرئيس المنتخب في حفل تنصيبه عبر المحطات الإذاعية، وقالت للأناضول، وهي تنظر بأمل لصورة الرئيس المعلقة علي لافتة كتب عليها "شكرا لكم علي اختياركم لي رئيسا، وسأقودكم برغبتكم".. "تعم إنه رئيس الجميع".
وتلفت فاطمة إلي كلمة الرئيس حول إصلاح الاقتصاد الصومالي، وتوفير فرص للعمل، مضيفة "نحن فقراء ونريد من يقوم بإصلاح ظروفنا الاقتصادية".
وقد طمأن الرئيس الصومالي خلال خطبته، الجهات التي أعلنت انفصالها عن الصومال، مثل (صومال لاند، وبونت لاند).
وأكد الرئيس ضرورة الوحدة الصومالية "رغم أنها لن تكون إجبارية"، بحسب شيخ محمود, مشيدا في الوقت نفسه بالاستقرار في أرض جمهورية الصومال.
ويعتبر الصحفي عبد حسين أن هذه التصريحات قد تجعل الأقاليم المعلنة انفصالها تتخذ مواقف داعمة للرئيس الجديد، وربما تنضم إلي باقي الصومال، لتحقيق وحدة البلاد.
ورغم الوعود الدولية التي أطلقتها الحكومات التي شاركت في حفل تنصيب الرئيس الصومالي بمد يد العون للحكومة الجديدة، لكن عبد حسين لا يستبعد - رغم وجود كل هذا الدعم - تحديات تواجه الرئيس الصومالي الجديد، حيث لا تزال حركة الشباب المجاهدين تسيطر علي بعض المناطق في جنوب ووسط البلاد.
وعن هذا يقول حسين إن التحديات الأمنية هي الأقوى التي تعترض طريق الرئيس، موضحا أن "حركة الشباب يمكن أن تواصل المعركة حتي وفي حال هزيمتها ستلجأ إلى حرب العصابات وعمليات تخريبية في داخل الصومال".
وفي تصريح سابق بثته الإذاعة الحكومية، بعث الرئيس الجديد برسالة إلي حركة الشباب الصومالية قائلا: "يمكن لمنتسبي هذه الحركة وخاصة الصوماليين منهم العيش في بلادهم، ولكن يجب عليهم التخلي عن العنف"، وأضاف مخاطبا المقاتلين الأجانب في صفوف الحركة "يجب علي الأجانب الخروج من بلادنا، ولن نتفاوض معهم، وإن رفضوا سنقاتلهم".
ويعلق معظم الصوماليين آمالهم علي حكومة الرئيس حسن شيخ محمود، معتبرين أنها حكومة قادرة علي إخراج الصوماليين من أزمتهم التي طال أمدها.
ومن بين هؤلاء عبد الفتاح ياسين (78) عاما الذي يقول للأناضول "عشت حياتي كاملة في الصومال، ولم أخرج منها يوما واحدا، وأري الآن الفرصة أنها مواتية لإعادة أمل الصوماليين والخروج من النفق المظلم".
ويري عبد الفتاح أن الحكومة الجديدة تستطيع "عقد الصفقات" مع حكومات العالم، لأنها ليست مجرد حكومة انتقالية، مضيفا" أتمني أن تنتهز هذه الحكومة الفرص الثمينة، رغم وجود بعض العقبات، ولكنها ليست كثيرة".
وتعهد الرئيس، خلال خطبته الأحد في حفل التنصيب، بتغيير صورة الصومال، إذ وصفت الصومال في الأوقات السابقة، حسب الرئيس بأنها "دولة إرهابية، ودولة يتمركز فيها القراصنة".
ويري المحللون في هذا الصدد أن شيخ محمود يمكن أن يحارب هاتين الظاهرتين ببناء جيش قوي قادر علي ذلك، وبحسب أبو بكر عبد الله، المحلل السياسي الصومالي، فإن الرئيس سيواجه عقبة القراصنة، حيث يمكن أن يقوم هؤلاء بضخ أموال هائلة من أجل اعتراض طريق حكومته.
ويضيف عبد الله أن هناك "شركات دولية تساند القراصنة" وهذا يزيد من خطرهم المحدق للحكومة الجديدة.
ويعتبر حسن شيخ محمود، أول رئيس منتخب منذ أربعين عاما، وسيقود حكومة جديدة دائمة بعد الانتقاليات التي استمرت لأكثر من عشرين عاما، وينتظر الصوماليون بترقب شديد ما ستؤول إليه الأمور في بلادهم، خلال الفترة المقبلة. مواد متعلقة: 1. مصر تدين محاولة اغتيال الرئيس الصومالي المنتخب 2. بدء مراسم تنصيب الرئيس الصومالي الجديد وسط إجراءات أمنية مشددة 3. الرئيس الصومالي يتعهد: أولوياتي المصالحة ووقف نزيف الدماء