تعهد الرئيس الصومالي المنتخب حسن شيخ محمود أن يكون ملف المصالحة الصومالية بين كافة الفصائل من أهم أولوياته لوقف سيل الدماء بين أبناء البلد الواحد. وقال خلال كلمة ألقاها في حفل تنصيبه رسميًا اليوم الأحد "سنعمل على ملف التفاوض مع حكومة أرض الصومال التي أعلنت انفصالها لتحقيق الوئام والاستقرار الأمني في المنطقة"، مؤكداً أن "تحقيق وحدة الشعب الصومالي أولوية قصوى، ولكن دون إجبار أو قهر". وأضاف "نتمنى أن يتحرر الصوماليون من بعض المقولات التي يعرفهم بها العالم، مثل الصومال بلد الإرهابيين، الصومال بلد المجاعة، الصومال بلد القرصنة"، متعهداً بأن يعيش "الصومال بسلام مع جيرانه والعالم كله، حيث ستعمل الحكومة على رعاية أمن دول الجوار، بدلاً من خلق بلبلة أمنية وصدام مسلح". واستطرد راسماً الخطوط الرئاسية لسياسة حكمه الذي يستمر 4 سنوات "إن تثبيت الأمن والاستقرار يعد ركيزة أساسية لإدارة الصومال التي عانت طويلاً من الاضطرابات السياسية والأمنية نتيجة الخلافات السياسية التي سادت الحكومات السابقة". وأوضح أن انتعاش الاقتصاد المحلي يعد أولوية أخرى لسياسته لتوفير فرص عمل للصوماليين وتحقيق نهضة اقتصادية لبلاده. وفي ختام كلمته قال إن حكومته ستتعامل مع العالم عبر سياسة مدروسة للاحتكاك مع سياسات دول العالم المهتمة بقضايا المنطقة أمنياً وسياسياً. وتعد هذه أول تصريحات الرئيس الصومالي المنتخب بعد تسلمه السلطة رسمياً من الرئيس المنتهية ولايته شريف شيخ أحمد، في حفل شهد حضوراً إقليمياً ودولياً واسعاً، وسط أجواء شعبية تسودها الفرحة وأمل الخروج من الوضع المأساوي في الصومال بعد عقدين من فوضى خلفت وراءها آلاف القتلى والجرحى من الصوماليين فضلاً عن نكبات إنسانية هزت الضمير العالمي. وفاز شيخ محمود على أقوى منافسيه شريف شيخ أحمد في الانتخابات التي جرت الاثنين 20 سبتمبر الجاري، بطريقة الاقتراع السري بين أعضاء البرلمان بفارق كبير.