افتتح د. صابر عرب أول أمس معرض "فن تشكيل الزجاج حرارياً"، الذي ضم أعمال الفنان د. زكريا الخناني رائد هذا الفن في مصر، والفنانة د. عايدة عبد الكريم التي تستكمل مسيرة الخناني في انتشار هذا الفن العريق، وتقوم بعمل دورات تدريبية للفنانين في متحف "زكريا الخناني وعايدة عبد الكريم" لتناول هذا الفن وتعلم تقنياته. كما يضم المعرض أعمال 24 فنان وفنانة من تلاميذ د. عايدة عبد الكريم، الذين التحقوا بالدورة التي تقيمها لهذا الفن الرفيع. استقلت أعمال الفنانة عايدة عبد الكريم إحدى قاعات مركز الجزيرة للفنون الأربعة التي أقيم فيها المعرض؛ حيث عرضت عددا كبيرا من أعمال النحت الزجاجي التي أنتجتها خلال مسيرتها الإبداعية. وقدمت عبد الكريم المرأة المصرية في مجموعة من الأعمال، من بينها الفلاحة وغيرها من السيدات التي تناولتهن في صورهن المختلفة. كما تناولت الفنانة الأشخاص في مجموعة من الأعمال وهم يؤدون حركات مختلفة وكأنهم يمارسوا طقوس الرقص. بالإضافة إلى بعض الأعمال المسطحة التي رسمت عليها الفنانة عناصر متنوعة مستخدمة للون أحيانا، وأحيانا أخرى تترك الزجاج بلونه الأساسي. وقدمت الفنانة وحدات إضاءة بأشكال متنوعة، وفاظات، وأشكال حرة من التشكيل الزجاجي، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي الزجاجي. وفي القاعة المجاورة لأعمال د. عايدة، شاهدنا أعمال رفيق حياتها وزوجها الفنان الراحل زكريا الخناني، الذي عرضت له هذا العام مجموعة كبيرة من الأعمال، من بينها بورتريهات زجاجية، أشكال متنوعة من الطيور التي صاغها الفنان بأسلوبه الخاص، وحدات إضاءة بأشكال حرة ومتنوعة وضعت بعضها في فاترينات، والبعض الآخر عرض كباقي أعمال المعرض على قواعد المنحوتات. تناول الخناني أيضا مجموعة من الحيوانات كالحصان، بالإضافة إلى الأعمال المسطحة التي تتناول بورتريهات أو حيوانات أو أشكال حرة ظهرت ملونة في بعض المسطحات بمجموعات لونية فريدة ومتجانسة لخامة الزجاج. ويعرض أيضا للخناني مجموعة من الأطباق الزجاجية كل منها مرسوم علية عناصر متنوعة، بالإضافة إلى الفاظات وغيرها من وحدات الإضاءة. أشارت الفنانة د. عايدة عبد الكريم في تضريح خاص ل"محيط" إلى أن المعرض جاء كتعريف لفن الزجاج، واحتفالا بذكرى الخناني الذي توفى منذ 12 عاما، وتحملت بعده عبد الكريم مسئولية نشر هذا الفن الجديد القديم كما قالت، فهو تقنية مصرية قديمة يتم تجديد رؤيتها حاليا، وتعريف الشباب بالتقنيات المصرية وبفن الزجاج الذي انتشر عالميا، وحصل على حقه في الخارج، لكن في مصر مازال يعتبر في مهده. والخناني هو أول من بدأه؛ ولذلك تهتم الفنانة عايدة عبد الكريم بإقامة معرض له كل عام؛ كي نتذكره دائما ويتم توعية الناس بهذا الفن الذي يستخدم فيه خامة طبيعية وهي خامة الزجاج. وقالت عبد الكريم أن هذا الفن تأخذ تقنياته من الفن المصري القديم، والتي أخذها مننا سابقا الفرنسيين ومن خلالها قدموا أعمالا فنية مجيدة. مؤكدة أن هذا المعرض رسالة تعليم للشباب. مضيفة أن كل العارضين يتعلموا تقنيات هذا الفن لكن لكل منهم شخصيته المستقلة في أعماله. ومن جانبها قالت الفنانة والناقدة شادية القشيري التي شاركت في المعرض أنها كانت تتابع هذا الفن كناقدة حيث بهرتها أعمال الفنان زكريا الخناني الذي توصل لتركيبة المصري القديم في إنتاج أعمال فنية زجاجية. ثم تقدمت للالتحاق في الدورات التدريبة التي تقدمها الفنانة عايدة عبد الكريم وهذا على الرغم من أنها تمارس فن التصوير، وعزز من هذه التجربة كما قالت أنها أدارت متحف "زكريا الخناني وعايدة عبد الكريم" لمدة عام؛ مما جعلها تشعر بجماليات تشكيل الزجاج وبخاصة أنه خامة طبيعية. وأوضحت القشيري أن الدورة تبدأ بكيفية عمل مسطحات من الفن الزجاجي، ثم البخور، ثم التقنيات المأخوذة من التجربة الفرعونية والمنتشرة في فرنسا. وقدمت القشيري في المعرض أعمالا مسطحة تناولتها من خلال التأمل في الخامات الطبيعية كورقة الشجر، وهي أول قطعه قامت بإنتاجها، ثم البخور، ومن بعدها الفاظة. وفي قاعة أخرى منفصلة قدمت الفنانة مها عبد الكريم شقيقة الفنانة عايدة عبد الكريم أعمالا متنوعة من التشكيل الزجاجي، من بينها وحدات إضاءة بأشكال حرة مستوحاة من الطبيعة، وكأنها تقوم بتحليل الطبيعة وتعيد بنائها من جديد في تشكيل العمل. وتناول الفنان عادل بدر الجسد الإنساني بأسلوب مجرد. كما تناولت أميرة إبراهيم بورتريهات من المصري القديم. وعرضت نهال محمود أعمالا مسطحة تحمل تصميمات من الفن الإسلامي، وهي توظف بعض أعمالها لتكون وحدة إضاءة أو معلقة. قدم خليل أبو العلا علب الحلوى بأشكال متنوعة، بالإضافة إلى أعمال مسطحة عن الأسماك. أما سامر الفاروق فتناول بورتريهات الفيوم في أعماله المتنوعة التي قدمها في المعرض، من بينها أعمال مسطحة معلقة على الحائط. وظهرت الأسماك بأشكال وألوان زاهية ومتنوعة في أعمال شعبان عبد المعطي. في حين استلهم حاتم عبد المعطي الحيوانات والنباتات في أعماله. وقدم مجد ومنى عبد الرحمن مجموعة أعمال تم توظيفها كطفاية سجائر، أو أعمالا مسطحة تزين المناضد بأشكالها وألوانها الزجاجية الجميلة. والمعرض في مجمله يعبر عن البيئة المصرية من خلال تشكيل الزجاج حراريا؛ حيث يظهر من خلاله الوجوه المصرية، والحيوانات والطيور والنباتات، ومشاهد أخرى عديدة مستوحاة من البيئة المصرية، أبدعها الفنان الراحل زكريا الخناني وزوجته الفنانة عايدة عبد الكريم، ودرسوا تقنياتها لتلاميذهم ليستكملوا مسيرة هذا الفن العريق.