طرابلس: اعلن وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال الثلاثاء عودته عن استقالته التي كان قدمها الاحد على خلفية انتقادات للقوات الامنية، وذلك لاسباب امنية. وقال الوزير الليبي في مؤتمر صحفي :"حين قدمت استقالتي، اعتقدت انني سأريح عددا كبيرا من الناس، ولكن يبدو ان استقالتي عقدت الوضع الامني اكثر. لذا قررت العودة عن قراري".
واضاف :"اسحب استقالتي وانا مستعد لمواصلة مهمتي"، منددا ب"حرب اعلامية" تم شنها ضده. وكان المؤتمر الوطني العام المنبثق من انتخابات السابع من تموز / يوليو اتهم الاحد اعضاء في اللجنة الامنية العليا بالتراخي وربما الضلوع في تدمير ضرائح اولياء مسلمين خلال الايام الاخيرة في العديد من المدن الليبية بأيدي متطرفين. كذلك تتعرض قوات الامن الليبية للانتقاد منذ الهجومين بواسطة سيارة مفخخة اللذين خلفا قتيلين قبل اسبوع في طرابلس.
كما حذر وزير الداخلية الليبي من وجود "مجموعات كبيرة" من المتطرفين المسلحين في ليبيا، مؤكدا انه لا يريد الدخول في "معركة خاسرة" معهم اثر تدمير العديد من اضرحة الاولياء.
وقال عبد العالي للصحفيين :"هؤلاء الناس قوة كبيرة من حيث العدد والعتاد موجودة في ليبيا. انا لا ادخل في معركة خاسرة واقتل الناس من اجل قبر". وتابع :"اذا تعاملنا معهم بحل امني سنتوجه الى السلاح مع هذه التشكيلات، وهؤلاء الناس يمتلكون الاسلحة وهم مجموعات كبيرة لا يجب ان نغمض اعيننا عن هذا".
وكان اسلاميون متطرفون دمروا السبت ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس وانتهكوا حرمة القبر. كما قام متشددون بتفجير ضريح آخر للعالم الصوفي الشيخ عبد السلام الاسمر الذي عاش في القرن التاسع عشر، في زليتن على بعد 160 كلم شرق العاصمة.
وكان الوزير استقال الاحد احتجاجا على انتقادات المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية في البلاد، الذي اتهم قوات الامن بالتراخي اثر تصاعد اعمال العنف، قبل ان يعلن الثلاثاء العودة عن استقالته لاسباب امنية. وادى تدمير اضرحة الاولياء الى زيادة الضغوط على السلطة الليبية الجديدة التي حملت عبد العالي المسئولية. من جهته إنتقد المؤتمر الوطني الليبي، امس ، "الأخوة" الذين قاموا أخيراً بهدم بعض الأضرحة في البلاد، وتعهّد باتخاذ الإجراءات الصارمة ضد كل من يحاول المساس بسيادة الدولة وشرعيتها.
وانتقد المؤتمر، وهو أعلى سلطة في البلاد، في بيان له امس، من وصفهم ب'الإخوة' الذين قاموا بهدم الأضرحة ونبش القبور. وتعهّد بأنه :"لن يتهاون ولن يتوانى في اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة ضد كل من يحاول المساس بسيادة الدولة وشرعيتها"، ورفض بشدة أية محاولات لاستعمال القوة خارج إطار شرعية الدولة، معتبراً كل من يقوم بذلك "خارجاً عن القانون ويعرّض نفسه للمساءلة الجنائية والملاحقة القضائية".
وأمل المؤتمر في بيانه أن "يعود إخواننا هؤلاء إلى المحجة البيضاء وسماحة الشريعة الغرّاء، وبسط لغة التفاهم والحوار العلمي البنّاء، وأن يراجعوا مواقفهم على ضوء هدى الشريعة الإسلامية التي تضمن تحقيق المصلحة ودفع المفاسد عن الناس". ولفت إلى أن :"الخروج عن شرعية الدولة وسيادتها واللجوء إلى استخدام القوة والسلاح، أمر يناقض أوامر ديننا الحنيف وقواعده الشرعية الأصيلة التي تقرر أن درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح".
وكانت مجموعة من الإسلاميين الذين يمثلون التيار السلفي، قامت على مدى الأيام الماضية بهدم بعض الأضرحة ونبش القبور في مدن زليتن ومصراتة والعاصمة طرابلس، مما ولّد استياءً شعبياً كبيراً، وخلق بلبلة في صفوف الليبيين. مواد متعلقة: 1. وزير الداخلية الليبي يقدم استقالته رسميا 2. دارالإفتاء الليبية تدين نبش القبور بقوة السلاح 3. ليبيا: استقالة وزير الداخلية احتجاجاً على اتهامه بالتقصير