قالت دار الإفتاء الليبية في بيان أصدرته اليوم إن نبش القبور القديمة وهدم المساجد مخالف للسنة وأقوال أهل العلم، وأن النهي عن النبش يشمل حتى قبور غير المسلمين أيضا. وأكدت أن ما يقوم به بعض الناس المسلحين من نبش القبور بقوة السلاح وإخراج الرفات منها أمر غير جائز شرعا ولا لائق عرفا لما فيه من انتهاك حرمات الموتى وأهليهم الأحياء لما رواه مالك في الموطأ عن عمرة بنت عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم "لعن المختفي والمختفية" يعني النباش وهذا نهي عام عن كل نبش قال أهل العلم :يستثنى منه من قٌبّر في مسجد وكان القبر حديث عهد فإنه يخرج ويدفن في مقابر المسلمين وإن طال مُكث صاحب القبر سُوّي القبر حتى لا تظهر صورته ولا ينبش
وأشار البيان الى انه ورد في كتاب "شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى" : " فإن كان المسجد قبل الدفن غُير - أي القبر - إما بتسوية القبر وإما بنبشه إن كان جديدا، وإن كان المسجد بني بعد القبر فإما أن يزال المسجد وإما أن تزال صورة القبر " الفتاوى الكبرى.
وأوضح أن ما يفعله الناس الآن من نبش القبور القديمة وهدم المساجد مخالف للسنة وأقوال أهل العلم، وهذا النهي عن النبش يشمل قبور المسلمين أيضا، فقد كانت قبور غير المسلمين بالمدينة وغيرها من المدن الإسلامية التي فتحت ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه بإزالتها وقد أوصى أبوبكر الصديق رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان - وقد بعثه إلى الشام - فقال له : إنك ستأتي أقواما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له ولم يأمره بكسر صلبانهم ولا نبش قبورهم ولما يؤدي إليه إزالة قبور غير المسلمين أو كسر الصلبان المنصوبة عليها.
وذكر البيان إنه من المفسدة العظيمة إعطاء مبرر لكل من يتربص بهذه البلاد سُوءً من أعداء الإسلام..ولا يجوز استعمال السلاح لأي جماعة خارج سلطة الدولة.
وطالب الدولة أن تحافظ على الأمن وتمنع كل ما يثير الفتن والقلاقل واستعمال السلاح من أي جماعة كانت لأي سبب هو تعد على شرعية الدولة وخروج عن القانون وشق للجماعة وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه:" من خرج من الطاعة وشق عصا الجماعة فمات مات ميتة جاهلية" ولما يؤدي إليه هذا الخروج بالسلاح في الوقت الحاضر من الفتنة بسبب انتشار السلاح ووجوده في أيدي من يؤيدون الإزالة ومن يعارضونها فعلى الجميع أن يكفوا عن استعمال السلاح وأن ينضموا إلى شرعية الدولة ويعينوها على فرض القانون.
مواد متعلقة: 1. هدم الاضرحة بليبيا..هل يطيح بوزيري الدفاع والداخلية؟ (فيديو) 2. "الإفتاء" تدين تفجير ضريحي سيدي "الأسمر و زَرُّوق" بليبيا 3. دار الإفتاء تستنكر تفجير أضرحة في ليبيا وتصفها بالممارسات الإجرامية