اخفقت جهود الوساطة في اطلاق سراح نائب قنصل السعودية في عدن عبدالله الخالدي"المختطف"، وتبددت الآمال في أن يحتفل بعيد الفطر المبارك مع أهله في وطنه. ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم السبت، عن مصادر أمنية يمنية أنه لم يفرج عن الخالدى في الموعد الذي حدده الخاطفون قبل بضعة ايام، وكشفه سفير السعودية لدى اليمن علي الحمدان، بعدما باءت جهود وسطاء قبليين ورسميين يمنيين بالفشل في اللحظات الأخيرة.
ونفى السفير حمدان ما تردد من أخبار عن الإفراج، وقال: "لم يتم الإفراج عن الخالدي حتى الآن، لكن إن شاء الله ننتظر". ورفض الحمدان التوسع في المعلومات حول ما تم الوصول إليه في القضية، قائلاً: "إن شاء الله نترك ذلك حتى تتضح الأمور، ولا نستطيع تحديد شيء، لا زمان ولا مكان جديدين". وبالإضافة إلى ذلك أكدت المصادر الأمنية اليمنية أن عملية الإفراج عن الخالدي تعثرت في اللحظات الأخيرة بين "القاعدة" والوسطاء بقيادة نجل الرئيس اليمني والشيخ طارق الفضلي، وبذلك تكون قضية الخالدي، الذي اختطفته "القاعدة" منذ مارس الماضي من أمام مقر إقامته في مدينة عدن "جنوب اليمن" وظهر مرتين في شريطي فيديو بثا على مواقع الإنترنت، دخلت فصلاً جديدا من الغموض بعد التأكيد أنه لايزال مختطفاً".وكان سبب تراجع "ألقاعدة" عن الافراج عن الخالدي هو خلاف بين عناصر القاعدة حول المبلغ المطلوب كفدية، موضحا ان المبلغ المتفق عليه هو عشرة ملايين دولار لكن الخاطفين طالبوا في آخر بضعف هذا المبلغ. وخطف الخالدي بينما كان خارجا من منزله في حي المنصورة في عدن على ايدي مسلحين مجهولين، حسب الشرطة اليمنية. وفي نيسان /ابريل، اكدت السلطات السعودية ان الخالدي موجود لدى تنظيم "القاعدة" في اليمن، وطالبت الخاطفين بالافراج عنه. واوضحت وزارة الخارجية السعودية حينذاك ان القاعدة تطالب مقابل الافراج عنه بان تطلق الرياض سراح اسلاميين بينهم نساء، مسجونين في السعودية وبفدية مالية لم تحدد قيمتها. ومنذ اختطافه بث تنظيم "القاعدة" اكثر من رسالة مصورة للدبلوماسي ناشد فيها العاهل السعودي تلبية مطالب خاطفيه للافراج عنه. وعدن هي كبرى مدن جنوب اليمن حيث يسيطر مسلحون تابعون للقاعدة على مناطق واسعة مغتنمين ضعف السلطة المركزية وتداعيات الاحتجاجات التي شهدتها البلاد العام الماضي والتي ارغمت الرئيس السابق علي عبد الله صالح على التخلي عن السلطة. وصعدت "القاعدة" من هجماتها في جنوب وشرق البلاد خصوصا مع تسلم الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي صلاحياته بعد 33 سنة من حكم صالح. وتتكرر عمليات خطف اجانب في اليمن، وتقوم بها في غالب الاحيان قبائل تريد الضغط على الحكومة. وفي تشرين الثاني /وفمبر 2010، خطف طبيب سعودي في شمال البلاد بيد مسلحين طالبوا بالافراج عن تسعة ناشطين في القاعدة. وتم الافراج عنه في اليوم نفسه بفضل وساطة قبلية. وفي نيسان /بريل 2011، عمد قبليون الى خطف احد افراد طاقم السفارة السعودية في صنعاء بهدف الحصول على تسوية خلاف مالي ثم افرجوا عنه بعد عشرة ايام.