أكد الشيخان طارق الفضلى وأوسان الجعدبى اللذان قادا وساطة قبلية مع تنظيم القاعدة للإفراج عن الدبلوماسى السعودى عبد الله الخالدى، المحتجز منذ أواخر مارس الماضى أن التنظيم قد أفرج عنه. وقال الوسيطان- فى تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" اليوم "الأحد"- إن تنظيم القاعدة أفرج عن الدبلوماسى السعودى، وسلمه لابن الرئيس عبد ربه منصور هادى. وكانت مصادر مقربة من مكتب الرئيس عبدربه منصور هادى قد ذكرت أن الدبلوماسى السعودى المفرج عنه سيعود إلى بلاده بصحبة الرئيس اليمنى الذى سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية غداً "الاثنين" لحضور قمة إسلامية دعا إليها العاهل السعودى. يأتى هذا فيما نقلت الوكالة الفرنسية عن وسيط قبلى تأكيده أن تنظيم القاعدة تراجع فى اللحظة الأخيرة عن إطلاق سراح نائب القنصل السعودى فى عدن عبد الله الخالدى الذى يحتجزه منذ أكثر من أربعة أشهر، مطالبا بمضاعفة الفدية التى يريدها. وكانت مصادر أمنية وقبلية قد ذكرت فى جنوب اليمن، أمس، أن الخالدى أُفرج عنه، إلا أن أحد الوسطاء القبليين فى محافظة آبين قال صباح اليوم، إنهم "فوجئوا بتراجع القاعدة فى آخر لحظة عند عملية الاستلام والتسليم، عن إطلاق سراح الدبلوماسى بسبب مبلغ الفدية". وأضاف أن "السبب الرئيسى لهذا التراجع هو خلاف بين عناصر القاعدة حول المبلغ المطلوب كفدية"، موضحاً أن "المبلغ المتفق عليه هو عشرة ملايين دولار، لكن الخاطفين طالبوا بضعف هذا المبلغ". وخطف الخالدى بينما كان خارجا من منزله فى حى المنصورة فى عدن على أيدى مسلحين مجهولين، حسب الشرطة اليمنية، وفى أبريل أكدت السلطات السعودية أن الخالدى موجود لدى تنظيم القاعدة فى اليمن، وطالبت الخاطفين بالإفراج عنه. وأوضحت وزارة الخارجية السعودية حينذاك أن القاعدة تطالب مقابل الإفراج عنه بأن تطلق الرياض سراح إسلاميين بينهم نساء، مسجونين فى السعودية وبفدية مالية لم تحدد قيمتها. ومنذ اختطافه بث تنظيم القاعدة أكثر من رسالة مصورة للدبلوماسى ناشد فيها العاهل السعودى تلبية مطالب خاطفيه للإفراج عنه. وعدن هى كبرى مدن جنوب اليمن، حيث يسيطر مسلحون تابعون للقاعدة على مناطق واسعة مغتنمين ضعف السلطة المركزية وتداعيات الاحتجاجات التى شهدتها البلاد العام الماضى، والتى أرغمت الرئيس السابق على عبد الله صالح على التخلى عن السلطة. وصعدت القاعدة من هجماتها فى جنوب وشرق البلاد خصوصاً مع تسلم الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادى صلاحياته بعد 33 سنة من حكم صالح. وتتكرر عمليات خطف أجانب فى اليمن، وتقوم بها فى غالب الأحيان قبائل تريد الضغط على الحكومة.