والملفت للإنتباه أيضاً أن كل القيادات الأمنية والتنفيذية في سيناء،عندما وقعت مذبحة رفح كانت معزومة علي مائدة أفطار جهة سيادية مهمة ,وكانت سيناء خالية تماماً من كل قياداتها الأمنية والتنفيذية ،عندما أبلغ زعماء القبائل مدير تلك الجهة أن قيادات تنظيم التكفير والهجرة بوسط سيناء تربطها علاقات وثيقة للغاية بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية ،وتنسق مع تلك الأجهزة وتتلقي الدعم منها ،وأن هذا التنظيم يكفر ويستبيح دماء وأموال وأعراض المجتمع المصري ككل ،ويسعي بكل قوة نحو تكوين إمارة إسلامية تكفيرية بسيناء. وبالتالي فأن التحذيرات الإسرائيلية التي تلقتها الجهة السيادية المصرية ومرفق بها أسماء تسعة من كوادر تنظيم التكفير والهجرة ،والتي من المفترض أن تشارك في الهجمات التي تستهدف الدولة المصرية،تلك التحذيرات جاءت بناء علي معلومات موثقة من قادة تنظيم التكفير والهجرة زودوا بها الدوائر الأمنية الإسرائيلية،وبدورها مررتها للقاهرة بدون تحديد توقيت الهجمات او طبيعتها او مُستهدفاتها ،وكانت أجهزة أمنية إسرائيلية تنسق مع قيادات تكفيرية ووعدت تلك القيادات بتوفير ملآذات امنة لها في أعقاب تنفيذ العملية ،لكن الإرهابيين الذين نفذوها عندما أختطفوا المدرعتين المصريتين وتوجهوا بهما الي داخل آراضي فلسطينالمحتلة،ظناً منهم بأن إسرائيل ستسعد بذلك ،لم يتوقعوا طبعا أن تدكهم طائرة أباتشي إسرائيلية وترديهم قتلي . ومن المهم هنا ان نتوقف امام تصريح للواء مراد موافي مدير عام جهاز المخابرات العامة والذي قال فيه أمس أن جهاز المخابرات يجمع معلومات ويرفعها للمسئوليين ،وحول مذبحة سيناء فأن الجهاز قام بواجبه قبيل أرتكابها وأبلغ من بيدهم أمر التنفيذ بالمعلومات التي توفرت لديه ،وسؤالنا هنا لماذا لم يتحرك من بيدهم أمر التنفيذ لحماية جنودنا وضباطنا من تلك المجزرة المروعة . ولقد قام خبراء من جهاز الموساد والشين بات الصهيونيين بالأشراف علي تدريب كوادر تنظيم التكفير والهجرة ،وزودوا تلك الكوادر بأسلحة هجومية حديثة ومؤثرة مثل مدافع الهاون والآر بي جي وأنواع من الصواريخ التي تطلق علي مدن بفلسطينالمحتلة عندما تريد تل ابيب ان تشكك في مقدرة الأمن المصري علي حماية سيناء ،والهدف مما تقوم به - إسرائيل - هو اضعاف سيطرة الدولة المصرية علي سيناء وخلق بؤرة انفصالية في سيناء تخوض حرب عصابات ضد الدولة المصرية في مختلف ارجاء هذا الاقليم علي طريق اقامة إمارة إسلامية ،وهو ما يؤدي في النهاية لأنشغال القاهرة بتلك البؤرة الأنفصالية ،وأرهاق قواتها . ومن هنا نجد تلك العصابات التكفيرية تهاجم مراكز الشرطة ووحدات الجيش والمرافق الحكومية ومقر القوات متعددة الجنسيات ،وتحتمي بإستمرار في المناطق الواقعة بموآزاة الحدود المصرية مع فلسطين معتمدة علي أن كامب ديفيد المشبيوهة تحظر علي الأمن المصري أن يدخل بكثافة وبأسلحة ثقيلة الي المنطقة الحدودية في سيناء ،ولقد أكد لنا شهود عيان من رفح وعناصر نتصل بهم يوميا من سكان منطقة وسط سيناء أن تنظيم التكفير والهجرة يتخذ من المناطق الجبلية الوعرة ملآذات امنة ،وهو يكفر المجتمع المصري ككل ويبيح دماء أبناءه ،وان أعضاء هذا التنظيم مصريون بالكامل ،وهُم من نفذوا مذبحة رفح ولا أحد غيرهم ،وإن كانوا قد تلقوا دعم لوجستي ومادي واستخباري من جهاز الإستخبارات الإسرائيلية موساد . ورداً علي حملات مشبوهة ووقاحات مرفوضة وقلة أدب من قبل ساسة وأعلاميين وحقوقيين مُوجهة ضد مؤسسات الثورة المنتخبة وتطال بعفنها رئاسة الجمهورية وأجهزتنا السيادية وقواتنا المسلحة،عندما تحمل تلك العناصرالمشار اليها المسئولية عما حدث لأهلنا في فلسطين ومؤسسة الرئاسة ، وبالتالي تروج لمخطط موساد الذي يستهدف الوقيعة بين مصر والأهل بفلسطين ،نقول رداً علي ما تثيره أجهزة اعلام الفلول وساسة الأجندات الخاصة أراد الأنفصاليون التكفيريون في سيناء أن يبعثوا من خلال هذا الرد برسالة لتلك الفلول المشار اليها ولمن يعوون مثل الكلاب يومياً لهدم الدولة والثورة ، بأنهم أرتكبوا المذبحة بمفردهم ،وأن لهم هدف مشبوه وخياني الا وهو تكوين إمارة تكفيرية في سيناء . وذلك عندما هاجموا أمس كمين الريسة بالقرب من العريش لقتل حراسه ،وهاجموا عناصر شرطية بمنطقة الطور بجنوب سيناء ،وبذلك أراد التكفيريون من خلال الهجوميين واللذين وقعا بعد مذبحة رفح بساعات أن يقولوا للجميع أن المذبحة نفذتها عناصر تكفيرية من أبناء سيناء ،تلك العناصر تسير علي منهاج شكري مصطفي وتكفيريوه والذين سبق أن اختطفوا في القاهرة قبيل عقود الشيخ الذهبي عالم الأزهر الجليل بعد ان كفروه وقتلوه . وفي وقت تتعرض بلادنا لكل تلك المؤامرات نجد فلول النظام السابق الأوغاد ومن يخدمون أجندة موساد ينصبون كمائن للسيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي لكي يعتدوا عليه ويهينوه علي الملأ وهو يشارك في جنازة شهداء مصر ،ولذلك خيره الحرس الجمهوري ما بين المشاركة والتعامل مع تلك العناصر بمنتهي العنف لأبعادهم عن حضور الجنازة وتحويلها لجنازة رسمية ،مع ما يترتب علي ذلك من أعمال عنف أو عدم المشاركة ،وحرصا من السيد الرئيس علي أبناء مصر الضالين والمضللين وأصحاب الأجندات الأجنبية والخاصة والمتآمرين مع فلول لاتزال تعمل بالأجهزة التنفيذية والأمنية من أجل اسقاط الدولة ومؤسسات الثورة ،حرصا من الدكتور مرسي علي تلك الفلول أختار الرجل عدم المشاركة في الجنازة ،وعلي الرغم من ذلك لم يسلم من سلاطة السنة هؤلاء الخارجين عن القانون والأعراف والساعيين لتهديد الأمن القومي وهدم الدولة المصرية . ونعتقد أن ما حدث في سيناء ولايزال يحدث يبعث برسائل واضحة للجميع ،الا وهي أن يتفرغ كل مسئول أمني لعمله ،ويترك السياسة لمن أختارهم الشعب،فأنشغال رجال الأمن بالسياسة تمخص عنه ما نراه الآن وبات يهدد أمن الوطن ووحدته وإستقراره،كما يبعث برسالة لكل مصري شريف أن يلتف حول المؤسسات الشرعية لمواجهة الخطر الخارجي الداهم ،أما الفلول فنعتقد أن سعيهم خاب لكون أن الأكاذيب ليس لها أرجل وتنكشف بسهولة . ********************* وصباح الخير ياسيناء - عبد الحليم حافظ [email protected]