واصل مئات اللاجئين السوريين النزوح إلى الأردن عبرالحدود بين البلدين وسط استمرار عمليات نقل الموجودين منهم داخل المملكة إلى مخيم"الزعتري" بمحافظة المفرق 75 كيلو مترا شمال شرق عمان والذي تم افتتاحه رسميا يوم "الأحد" الماضي كأول مخيم للاجئين السوريين بالمملكة مع جهود متواصلة لتحسين الأوضاع المعيشية للمقيمين فيه من اللاجئين. وقال مصدر أمني أردني في تصريح لصحيفة "لغد" الأردنية الصادرة اليوم الأحد ن قرابة 850 لاجئا سوريا أغلبهم من الأطفال والنساء عبروا السياج الحدودي فجر أمس .
مشيرا إلى أن قوات الجيش الأردني نقلت هؤلاء اللاجئين إلى مراكز إيواء بالرمثا المتاخمة للحدود الأردنية السورية 95 كيلو مترا شمال عمان تمهيدا لنقلهم إلى مخيم "الزعتري" فيما تم إسعاف ستة منهم في مستشفى الرمثا الحكومي ومستشفى الملك المؤسس عبدالله لإصابتهم بجروح إثر إصابتهم بأعيرة نارية أثناء عبورهم الحدود.
وأضاف المصدر إن اللاجئين السوريين في حديقة الملك عبدالله بمدينة الرمثا يرفضون المغادرة إلى مخيم "الزعتري" في المفرق مشيرا إلى أنه لم يتم ترحيل سوى2000لاجئ سوري حتى الآن من أصل 5 آلاف موجدين في الحديقة.
وتشهد الحدود الأردنية السورية يوميا عمليات عبور للاجئين السوريين الذين اعتادوا عبور الحدود عبر الحد الفاصل، حيث تجنبوا المعابر الرسمية حتى لايتعرضوا للتوقيف من قبل الجيش النظامي السوري.
وأفاد شهود عيان من سكان المناطق الحدودية أنهم يسمعون لليوم الثالث على التوالي أصوات انفجار وتبادل لإطلاق النار، رجحوا أنها اشتباكات محدودة ومتقطعة بين الجيشين الأردني والسوري.
ووفق مصدر أمني أردني فإن حدوث أي تبادل لإطلاق النار يأتي بعد قيام الجيش السوري النظامي بإطلاق النار على اللاجئين أثناء عبورهم الحدود، فيما يرد الجيش الأردني بإطلاق النار في الهواء.
وكانت اشتباكات وصفت بالعنيفة وقعت فجر يوم الخميس الماضي، عندما فتح جنود سوريون النار على دوريات أردنية كانت بانتظار نقل الفارين من أعمال العنف في سوريا حيث أصيب اثنان من اللاجئين.
وكان وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة قد أشار إلى أن ما سمع من إطلاق نار على الحدود الأردنية السورية في مناطق حدودية متعددة ناتج عن إطلاق النار من جانب القوات السورية على المواطنين السوريين أثناء اقترابهم من الحدود بين البلدين ومحاولتهم اللجوء إلى الأراضي الأردنية.
وقال ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن أندرو هاربر إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية بالمملكة بلغ 35 ألفا وهو ما يزال يشكل نسبة ضئيلة من عدد السوريين الكلي في الأردن والذي تجاوز بحسب السلطات 145 ألفا.
وأضاف هاربر أن عدد اللاجئين السوريين الذين يفرون إلى الأردن يوميا ثابت إلى حد كبير وبمعدل 600 شخص.
أكد أنه ابتداء من اليوم سيتم استخدام الأسلاك الرئيسية لشركة الكهرباء الأردنية الوطنية لتشغيل الكهرباء في مخيم "الزعتري" بالمفرق، والذي سيصبح موصولا مباشرة مع شركة الكهرباء.
وأوضح أن استخدام الكهرباء في الأيام السابقة اعتمد على المولدات، مشيرا إلى تحسنات طرأت على الخدمات في المخيم ومنها إقامة منطقة ألعاب للأطفال وإضافة عدد من وحدات الحمامات.
وأكد أن اللاجئين السوريين الموجودين في المخيم لا يشتكون من الخدمات المقدمة لهم بل من موقع المخيم"، لاسيما وأنه في منطقة صحراوية مثيرة للغبار كما أن الجو حار جدا ومغبر كثيرا.
وأعلن هاربر عن وصول المساعدات التي تنتظرها المفوضية لتحسين وضع المخيم، مشيرا إلى تبرع أستراليا بأربعة ملايين دولار استجابة لأزمة اللاجئين السوريين في المنطقة بعد زيارة وزير خارجيتها بوب كار إلى المخيم أمس.
وقال هاربر "إن السعودية تتحدث عن إرسال 43 شاحنة محملة بالمساعدات للاجئين السوريين في الأردن، وتتضمن طعاما وماء". واستقبلت المفوضية عددا قياسيا في شهر يوليو الماضي من اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لديها في الأردن حيث وصل إلى 9500 لاجئ. وأوضح تقرير صادر عن المفوضية، أن الفئة العمرية بين 18- 35 تمثل النسبة الأعلى بين اللاجئين بنسبة 4ر30\% وتليها الفئة العمرية بين 5 11 بنسبة 9ر19\% وأن 81 \% من اللاجئين المسجلين جاءوا من "حمص" و"درعا".