أعرب البنك الدولي اليوم الاثنين عن قلقه من تأثر فقراء العالم بزيادة أسعار الغذاء العالمية نتيجة لتقلبات الأحوال المناخية بما في ذلك الجفاف غير الطبيعي الذي يجتاح الولاياتالمتحدة إضافة إلى الأوضاع الحالية للمحاصيل في المناطق الأخرى المنتجة للحبوب..مؤكدا استعداده وتأهبه لمساعدة الدول المتعاملة معها. وشهدت أسعار (القمح والذرة وفول الصويا) ارتفاعا في عام 2012 عدا الأرز، فارتفعت أسعار القمح أكثر من 50% منذ يونيو، وأسعار الذرة أكثر من 45 % منذ منتصف يونيو، وأسعار فول الصويا قرابة 30% منذ بداية يونيو وارتفعت نحو 60% منذ نهاية العام الماضي.
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونج كيم - في بيان للبنك الدولي اليوم - "عندما ترتفع أسعار الغذاء ارتفاعا شديدا، فإن الأسرة تواجه ذلك الوضع بإخراج أطفالها من المدارس، وتناول طعام أرخص ثمنا وأقل قيمة غذائية، وهو ما يترك آثارا مأساوية تستمر طوال الحياة ".
وأضاف "أن البنك الدولي وشركاءه يراقبون هذا الوضع عن كثب حتى يتسنى لنا مساعدة الحكومات على وضع السياسات اللازمة لمساعدة مواطنيها على التصدي لهذه الأوضاع بصورة أفضل".
وتابع كيم قائلا "على الأجل القصير: فإن إجراءات مثل برامج التغذية المدرسية، والتحويلات النقدية المشروطة، وبرامج الغذاء مقابل العمل ، يمكن أن تساعد في تخفيف الضغوط عن الفقراء..وعلى الأجل المتوسط إلى الطويل : يحتاج العالم إلى سياسات قوية مستقرة واستثمارات متواصلة في قطاع الزراعة بالبلدان الفقيرة".
وحذر من التأثيرات المدمرة طويلة الأجل التى يمكن أن يعاني منها أشد سكان العالم فقرا وحرمانا نتيجة القفزات القصيرة الأجل في أسعار الغذاء ..مؤكدا ضرورة مواجهة ذلك الأمر.
وأوضح كيم أن التوقعات الخاصة بالمحاصيل لا تشير حتى الآن إلى احتمال حدوث نقص فعلي في الحبوب الرئيسية، إلا أن المخزونات منخفضة، وستظل المحاصيل تعتمد على أحوال المناخ العالمية، الأمر الذي يجعل الأسعار عرضة بدرجة أكبر لمزيد من التقلبات".
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونج كيم إن ما يزيد من أثر الجفاف في الولاياتالمتحدة على الأسواق العالمية ، أن دولا أخرى تعاني أيضا في الوقت الحالي مشكلات إنتاج تتعلق بأحوال المناخ.. فالأمطار شبه المتواصلة تسبب مشكلات لمحصول القمح في كثير من الدول الأوروبية، كما أن محاصيل القمح في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان تضررت بشدة من جراء نقص الأمطار.
وفي الهند، تقل الأمطار الموسمية بنحو 20% عن متوسطها السنوي الطويل الأجل.. وشهر يوليو هو شهر حيوي لزراعة القمح، وإذا لم تزد كميات الأمطار، فقد يكون لذلك آثار سلبية خطيرة.
وأكد أنه في حال تفاقمت الأوضاع الحالية، فإن مجموعة البنك الدولي تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة الدول المتعاملة معها من خلال تدابير من بينها زيادة الاستثمارات في الزراعة والمجالات المتصلة بها، وتقديم المشورة في مجال السياسات، والتمويل السريع المسار، والبرنامج العالمي المعني بالزراعة والأمن الغذائي، ومنتجات إدارة المخاطر.
وتقوم المجموعة أيضا بالتنسيق مع وكالات الأممالمتحدة من خلال فريق العمل الرفيع المستوى الخاص بأزمة الأمن الغذائي، ومع المنظمات غير الحكومية، وبمساندة الشراكة من أجل نظام معلومات الأسواق الزراعية لتحسين شفافية أسواق الغذاء ومساعدة الحكومات على إعداد إجراءات تصد مستنيرة لقفزات أسعار الغذاء العالمية.
وكان البنك الدولي قد حذر منذ وقت طويل من احتمالية أن يشهد العالم تقلبات في أسعارالحبوب بحيث تزداد عن المتوسط حتى عام 2015 على الأقل.. مشيرا إلى أنه في أشد دول العالم فقرا، ينفق الناس ما يصل إلى ثلثي دخلهم اليومي على الغذاء، ولذلك فإن زيادة الأسعار تمثل خطرا على النمو العالمي والاستقرار الاجتماعي.
وفى المقابل، قد يحقق ارتفاع الأسعار زيادة في الدخل حيث تشتد الحاجة إلى المزارعين الفقراء، ومن ثم يمكن تمكينهم من الاستثمار وزيادة إنتاجهم، ليصبحوا جزءا من حل مشكلة الأمن الغذائي العالمي .
يذكر أنه يوجد قرابة مليار جائع في شتى أنحاء العالم، وأكثر من 60% منهم من النساء، ويسهم سوء التغذية في أمراض الرضع والأطفال والأمهات، وتقليص القدرة على التعلم وخفض الإنتاجية وزيادة الوفيات.
كما أن ثلث وفيات الأطفال في العالم جاءت بسبب سوء التغذية، وينمو نحو 80% من بنية المخ عند البشر خلال الألف يوم الأولى من الحياة، وهو ما يجعل الحصول على طعام غني بالقيمة الغذائية ضروريا، ولاسيما للأطفال الصغار.