رام الله:كشف رئيس دائرة شئون المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات الاحد النقاب عن ضغوط أمريكية هائلة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة لإحباط التوجه الى مجلس الأمن. وقال عريقات صحيفة "اليوم"، "ان الإدارة الأمريكية لم تقدم لنا شيئا يذكر، لا بل انهم يقولون ان نتنياهو لن يوقف الاستيطان ويصر على الاعتراف بالدولة اليهودية ومن الصعب الاعتراف بحدود 1967 ويطالبون بالعودة الى المفاوضات دون أي مرجعية او سقف زمني". واضاف: "الادهى من ذلك انهم يهددون باستخدام الفيتو ضد توجهنا الى مجلس الأمن لنيل الاعتراف بدولتنا الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس، موضحا ان الإدارة تهدد وتسخر وتوظف للضغط على القيادة الفلسطينية دولا وهيئات ومؤسسات بما فيها دول عربية، مؤكدا أنه لا يمكن الوقوف في الفراغ. وأوضح عريقات "إذا لم نلجأ الى الأممالمتحدة لتحصيل حقوقنا فلمن إذا؟؟ وإذا تم استخدام الفيتو وتوقفت المساعدات واستمر الاستيطان على ارضنا المحتلة فهذا يعني دمارا للقضية الفلسطينية لا يمكن السكوت عليه، فالرئيس سيلقى هذه القضية والسلطة في وجوههم ليتحملوا تبعات هذا الموقف ويتحملوا نتيجة الاحتلال. واعترف عريقات بأن هناك ضغوطا هائلة على الرئيس والسلطة لإحباط التوجه الى مجلس الأمن ،مستذكراً تلك الضغوط الأمريكية التي مورست على الرئيس الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد حين طالب الرئيس الأمريكي في حينه بيل كلينتون بالاعتراف بوجود ما يسمى بهيكل سليمان اسفل المسجد الاقصى المبارك. وانتقد عريقات موقف اللجنة الرباعية وفشلها في اتخاذ موقف في اجتماعها الاخير ،قائلا "لقد كانت هناك مواقف تدفع باتجاه عدم الموافقة على البيان من خلال صيغة إسرائيلية ومواقف نتنياهو". وقال عريقات "ان نتنياهو ليس في معتقده قيام دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل بل اقصى ما يفكر فيه هو اقلية فلسطينية تعيش على هامش الدولة اليهودية التي تعشش في رأسه". واضاف عريقات: "الدولة الفلسطينية قادمة لا محالة وسنحصل على ثلثي اعضاء الأممالمتحدة"، مؤكداً أن الفلسطينيين في العام 2016 سيصبحون غالبية في فلسطين رغم انف الاحتلال. وتابع ان نتنياهو مدرك هذه الحقائق ويسعى الى حرفها وتغييرها ونحن نصر على التمسك بمواقفنا واستراتيجيتنا ولا شك في انها مرحلة صعبة ودقيقة وتحتاج صبراً ومتابعة. وقال عريقات: "الرئيس عباس لديه استراتيجية ولم تعد تنطلي عليه الألاعيب والمناورات واتقن فن سدِّ الذرائع بسياسة مكشوفة سحبت من يد إسرائيل كل ما من شأنه ان يستغل ضد السلطة والقيادة الفلسطينية". ولفت الى ان المشكلة او المؤسف ان بعض الدول العربية ترى في توجهنا الى الأممالمتحدة لعبة في ظل الضغط الأمريكي ، حفاظا على مصالحها. واعترف عريقات بأن القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوط امريكية مستمرة من اوباما باستخدام الفيتو وقطع المساعدات وتغيير الموقف في المنطقة تجاه الولاياتالمتحدة،مضيفا "اذا حددنا ما نريد وواجهنا الموقف متحدين ووضعنا ركائز وشعرت امريكا بأننا جزء مهم من استقرار المنطقة فستدرك انه دون الدولة الفلسطينية لن يكون هناك امن ولا استقرار". ومن جهته ،قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد إن الفلسطينيين ذاهبون الى الأممالمتحدة للحصول على عضويتها وليس للاعتراف بالدولة الفلسطينية، متوقعا "فيتو" أميركيا ومأزقا وحرجا بالغا للجميع. وأكد أنه غير راض عن أداء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مشيراً الى أنه في الخلية الأولى للحركة. وأوضح الأحمد الذي يصل الى القاهرة اليوم الاثنين لصحيفة "الحياة" اللندنية في زيارة يجري خلالها محادثات مع مسؤولين مصريين:"لسنا ذاهبين إلى الأممالمتحدة من أجل طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل للحصول على العضوية في الأممالمتحدة". وأضاف:"نتوقع أن تستخدم الولاياتالمتحدة الأميركية الفيتو، لكن رغم ذلك نحن ذاهبون"، لافتا إلى التهديد الأمريكي السابق للقيادة الفلسطينية لثنيها عن طرح قضية الاستيطان في الأممالمتحدة، و"على رغم ذلك تمسكنا بموقفنا ولم نتراجع، وكان الفيتو الأميركي هو النتيجة كما توقعنا". وتابع:"هددنا حينئذ الرئيس باراك أوباما شخصياً، لكننا لم نتراجع وذهبنا إلى الأممالمتحدة، وكان ذلك بمثابة لطمة للإدارة الأمريكية".