وزعت روسيا مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي يمدد تفويض بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا، لكنه لا يشمل أي تهديد بعقوبات. و ينص مشروع القرار على "التمديد ثلاثة أشهر لتفويض" بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا الذي ينتهي في 20 يوليو "مع الأخذ في الاعتبار" التوصيات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وكان بان كي مون أوصى في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي بخفض عدد المراقبين العسكريين، وإعطاء بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا دورا سياسيا اكبر.
ويجدد مشروع القرار الروسي "التأكيد" على دعم خطة السلام التي تقدم بها المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان ويطالب السلطة والمعارضة السوريتين "البدء فورا بتطبيق" هذه الخطة وتنفيذ التوصيات الصادرة عن مجموعة العمل بشأن سوريا خلال اجتماعها في 30 يونيو في جنيف بشأن العملية الانتقالية السياسية في البلاد.
كذلك ينص مشروع القرار الروسي على أن مسألة إيجاد حل سياسي للازمة في سوريا تعود للشعب السوري. ولا يتضمن مشروع القرار أي تهديدات بعقوبات محتملة، مكتفيا بالإشارة إلى إن مجلس الأمن "سيقيم تطبيق هذا القرار وسيدرس اتخاذ تدابير لاحقة إذا لزم الأمر".
وتأتي هذه المبادرة عشية ملخص يعتزم عنان عرضه أمام مجلس الأمن بشأن سير مهمته بعد زيارات إلى دمشقوطهران وبغداد.
وأوضح مساعد المندوب الروسي في الأممالمتحدة ايغور بانكين ان القرار "يرمي إلى دعم جهود كوفي انان وخطة السلام التي تقدم بها".
وقام مراقبو الأممالمتحدة المكلفون بمراقبة قرار وقف إطلاق النار بتعليق دورياتهم منذ 16 يونيو بسبب استمرار أعمال العنف.
ويدعو الأوروبيون والولاياتالمتحدة إلى إصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ما يجعل تطبيق خطة عنان ملزما تحت طائلة العقوبات.
ومن المقرر أن يطلع المبعوث الدولي كوفي عنان الاربعاء اعضاء مجلس الامن الدولي على نتائج اتصالاته في عدد من دول المنطقة بعد ان حصل في طهران الثلاثاء على دعم القيادة الايرانية لجهوده لحل الازمة السورية، في حين رفضت الادارة الامريكية مقولة الدور الايجابي لطهران في هذه الازمة الذي ينادي به عنان.
واعلن عنان من بغداد اثر لقائه رئيس الحكومة نوري المالكي "غدا الاربعاء ساطلع مجلس الامن (على نتائج جولته) وانا متاكد من انه سيتخذ الاجراء المناسب كما سيتخذ قرارا بشان المراقبين الذين تنتهي مهمتهم في الحادي والعشرين من الشهر الجاري".
واضاف عنان "جئت الى المنطقة لمناقشة الازمة السورية واخذتني رحلتي الى دمشقوطهران والان في بغداد، وحصلت على فرصة لمناقشة هذا الامر مع القادة لبحث (...) وقف القتل من اجل الشعب السوري وكذلك لضمان عدم انتقال الصراع السوري الى جيرانه".
وفي طهران، اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي عقب مباحثاته مع عنان الثلاثاء "اننا ننتظر من عنان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سوريا والمنطقة".
واكد صالحي ان "ايران جزء من حل" الازمة السورية منتقدا، من دون ان يسميها، الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا الملف.
وحذر عنان في مؤتمر صحافي مقتضب مع صالحي من ان "هناك خطرا ان تخرج الازمة السورية عن السيطرة وتمتد الى المنطقة"، معتبرا ان "بامكان ايران ان تلعب دورا ايجابيا".
وسرعان ما جاء الرد على كلام عنان المتكرر عن "الدور الايجابي" لايران من الولاياتالمتحدة.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض في تصريح صحافي في الطائرة الرئاسية التي اقلت باراك اوباما الى ولاية ايوا (وسط) "لا اعتقد ان بامكان احد ان يقول جديا ان ايران كان لها تاثير ايجابي على التطورات في سوريا".
من جهة ثانية اعتبر البيت الابيض الثلاثاء ان توجه مجموعة من السفن الحربية الروسية الى مرفأ طرطوس السوري كما ذكرت وكالة انباء روسية في وقت سابق، لا يشكل امرا غير عادي.
وقالت ايرين بيلتون المتحدثة باسم مجلس الامن القومي المعني بالسياسة الخارجية لدى الرئاسة الامريكية لوكالة فرانس برس ان "لدى روسيا قاعدة امداد وصيانة في مرفأ طرطوس السوري وفي هذه الحالة لا سبب لدينا للاعتقاد ان هذا التحرك (للسفن) ليس روتينيا".
وكانت وكالة انترفاكس الروسية نقلت عن مصدر "عسكري-دبلوماسي" قوله ان مجموعة من السفن الحربية الروسية بقيادة السفينة الادميرال تشاباننكو المضادة للغواصات غادرت الثلاثاء ميناء سيفيرومورسك قرب مورمانسك شمال غرب روسيا متجهة الى ميناء طرطوس، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في المتوسط.
وقال المصدر نفسه ان هذه العملية "ليست مرتبطة بتفاقم الوضع في سوريا".
سقوط قتلى
وميدانيا ، قالت الشبكة السورية لحقوق الانسان ان 71 شخصا قتلوا امس بنيران القوات النظامية، معظمهم في دير الزور وريف دمشق وادلب وحمص.
وفي دمشق افرجت السلطات السورية الثلاثاء عن 275 موقوفا على خلفية الاحداث الجارية في سوريا منذ 16 شهرا ممن "لم تتلطخ ايديهم بالدماء"، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري الرسمي.
وفي عمان اعلنت وزارة الصحة الاردنية انها ستفتح بالتعاون مع منظمة "اطباء العالم" غير الحكومية هذا الاسبوع مركزا طبيا لمساعدة عشرات الاف اللاجئين السوريين الموجودين في الاردن، حسب ما جاء في بيان صادر عن الطرفين.
وفي سياق تداعيات الازمة السورية على الساحة اللبنانية المجاورة، شهدت الحدود اللبنانية الشمالية بعد منتصف ليل الاثنين تبادلا لاطلاق النار بالاضافة الى سقوط قذائف داخل الاراضي اللبناني من الجانب السوري، الامر الذي دانته وزارة الخارجية الفرنسية.
كما دانت وزارة الخارجية الامريكية بشدة الثلاثاء "القصف المدفعي السوري على الاراضي اللبنانية" وحضت دمشق على "احترام سيادة جيرانه". وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية باتريك فنتريل ان "هذه الحوادث تكشف استهزاء نظام (الرئيس بشار الاسد) بسيادة لبنان وقرارات مجلس الامن الدولي. على النظام السوري ان يحترم وحدة اراضي وسيادة كل جيرانه.