طغى فوز محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين، على اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين وكانت أبرز التعليقات على فوز مرسي "فوز معيب ومشروط". نبدأ من صحيفة الجارديان، حيث أعد إيان بلاك تقريرا بعنوان "فاز مرسي ولكن سلطة الجيش باقية".
ويبدأ بلاك تحليله بقوله إنه في النهاية بالطبع لم يبق سوى مرشح واحد، على الرغم من أن التوتر والترقب استمر لآخر لحظة.
ويضيف بلاك أن "فوز مرسي علامة بارزة في فترة حافلة أعقبت الثورة، وعلامة فارقة في الربيع العربي".
وقال بلاك إن فوز ممثل جماعة الإخوان المسلمين أقدم حركة إسلامية في العالم، في أول انتخابات حرة ونزيهة في أكبر دول العالم العربي سكانا، سيكون نصرا واسع الصدى في المنطقة المضطربة. إنه نصر "معيب ومشروط".
ويقول بلاك إن مرسي أول رئيس مدني لمصر منذ إطاحة جمال عبد الناصر ورفاقه من الثوار الأحرار بالملكية، ولكن "أكبر مشكلة تواجه مرسي هي أن العسكر ما زالوا موجودين، وهم السلطة الحقيقية خلف العرش".
ولكن بلاك يرى أن مصر تغيرت كثيرا منذ الإطاحة بمبارك في فبراير/شباط من العام الماضي. ويقول إن توقع المصريين أصبح كبيرا، وأصبح من المستحيل العودة إلى "المربع الأول".
ويضيف بلاك أن الاستقطاب السياسي واضح للغاية في مصر، ويظهر جليا في حصول أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، على نحو 48 % من الأصوات، حيث واجه الكثير من المصريين في الانتخابات "خيارا بين نقيضين غير مستساغين".
ويرى بلاك أنه على الرغم من أن هذه الانتخابات كانت حرة ونزيهة، فإن تزوير النتائج في عهد مبارك استبدل باستراتيجية أكثر حنكة، حيث يصف مصريون حل البرلمان الذي سيطر عليه الإسلاميون، والإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري مؤخرا، بأنه "انقلاب ناعم" يضع "سلطة غير مسبوقة" في يد المجلس العسكري، ونظرا لذلك فإن "سلطة مرسي محدودة للغاية".
ويضيف بلاك أن فحوى التفاوض الذي بدأ بين الإخوان والمجلس العسكري خلف الكواليس ليس معلوما إلى الآن، ولكن "سيكون من المدهش أن يتخلى أعضاء المجلس العسكري عن امتيازاتهم ومخصصاتهم المالية وسلطة شن الحروب وإدارة السياسة الخارجية والسيطرة على الأمن الداخلي".
مرسي ليس ثوريا وليس قوميا ننتقل إلى صحيفة الإندبندنت، حيث كتب روبرت فيسك افتتاحية الصحيفة بعنوان "مرسي ليس ثوريا وليس قوميا وصفوة الجيش نصبوا له بالفعل العديد من الفخاخ".
ويقول فيسك "بينما كان المصريون يترقبون نتيجة الانتخابات .. كنت أقوم بزيارة لبيت سعد زغلول .. لم تكن زيارتي لإجراء مقابلة، حيث توفي سعد زغلول منذ 85 عاما.. بل لزيارة منزل رجل ربما كان ملائما لزعامة مصر الآن".
ويقول فيسك "كان زغلول زعيما ثوريا وقوميا، وقف حزب الوفد الذي يتزعمه في وجه الاحتلال البريطاني، وكانت زوجته صفية من نصيرات حقوق المرأة العظيمات".
ويقول فيسك "ولكن محمد مرسي ليس ثوريا، وليس من دعاة حقوق المرأة، وليس قوميا. وعلى الرغم من هذا فإن المجلس العسكري نصب له الكثير من الفخاخ".
ويضيف فيسك، ولكن مرسي تغلب على أحمد شفيق، ممثل النظام القديم، و"هذا كان سيحوز على رضا زغلول لدرجة ما".
ويرى فيسك أنه على النقيض من مرسي، فإن زغلول كان يريد أن يعيش في مصر حديثة تقدمية علمانية.
وينهي فيسك مقاله قائلا إنه "من المؤسف أن يموت زعيم ولد قبل عصره، مثل زغلول يائسا من شعبه. حيث كانت آخر كلماته قبل وفاته "غطني يا صفية، لا جدوى"، أو حسب التعبير المصري، "غطيني يا صفية، مافيش فايدة".
مداواة الانشقاقات صحيفة الفاينانشال تايمز اهتمت أيضا بنتائج انتخابات الرئاسة المصرية، حيث أعد مراسلاها في القاهرة هبة صالح وبورزو داراغاهي تقريرا بعنوان "مرسي يواجه تحدي مداواة الانشقاقات في مصر".
ويقول مراسلا الصحيفة إن نتيجة الانتخابات تدفع مصر إلى فترة من عدم الوضوح، يتقاسم فيها السلطة الجيش والإخوان المسلمون.
ويقول التقرير إن محللين ودبلوماسيين يرون أن فوز مرسي يدل على أن التحول الديموقراطي الذي بدأ العام الماضي ما زال مستمرا على الرغم من مساعي المجلس العسكري لإحكام قبضته على السياسة والحد من السلطات الرئاسية.
وتضيف الصحيفة قائلة إن الكثير، ومن بينهم الأقباط، يخشون من تولي الإخوان زمام الأمور، حيث يخشون من القيود على الحريات الشخصية، أو زيادة التمييز ضدهم.
وتواصل الصحيفة أن مرسي حاول أن يمد يده لمن يتخوفون منه، حيث تعهد في الأسابيع الأخيرة بأن يتولى الأقباط والمرأة وبعض المرشحين الرئاسيين السابقين مناصب هامة كنواب ومستشارين.
كما تعهد بتعيين رئيس وزراء من خارج الإخوان المسلمين. وحاول أيضا بناء جبهة عريضة من الساسة العلمانيين والنشطاء الشباب. وصول الإسلاميين للحكم أما صحيفة ديلي تليغراف فركزت على مخاوف الغرب من تولي الإخوان المسلمين سدة الحكم في مصر.
ويقول ريتشارد سبنسر مراسل الصحيفة في القاهرة إن على مرسي أن يثبت للغرب، بما فيه الولاياتالمتحدة، التي تدعم وتقدم معونات للجيش المصري، أن وصول الإسلاميين للسلطة لا يمثل تهديدا لحقوق الإنسان في الداخل أو الاستقرار والأمن في الخارج.
وتقول الصحيفة إن مرسي تعهد علنا بمواصلة المسار الديمقراطي وبالحفاظ على حقوق الأقليات الدينية، ولكن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها جماعة تبطن غير ما تعلن.
وتواصل الصحيفة أنه على الرغم من أن الإخوان المسلمين تصور نفسها على أنها جماعة سمحة تضم الجميع، يصر الكثيرون من منتقديها على أنه لا يوثق فيها، ويرون أن فوز مرسي يبعث على الخوف والقلق.
وتقول الصحيفة أيضا إن الكثير من منتقدي الإخوان المسلمين يرون أن هدف الجماعة فقط هو الوصول إلى السلطة وفور ذلك ستحنث في وعودها الانتخابية، وهذا أحد الاختبارات التي يواجهها مرسي