أكد رئيس جمهورية موريشيوس السابق كاسام أوتيم, أن المصريين أداروا الانتخابات بشكل تاريخي في مرحلة فارقة من تاريخ مصر والمنطقة العربية, قائلا: "إن الشعب المصري تمكن من إعطاء صوته لاختياره الحر، لكن مصر تقف في مفترق طرق نتيجة الفراغ الدستوري". جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الثلاثاء المعهد الانتخابي للديمقراطية المستدامة في أفريقيا للإعلان عن التقرير المبدئي لمتابعته الانتخابات الرئاسية في مصر عبر بعثة رأسها رئيس جمهورية موريشيوس السابق, وشارك فيها 34 متابعا من 12 دولة أفريقية، وتابعوا الانتخابات في 19 محافظة من خلال 439 لجنة انتخابية.
وقال كاسام: "إن حكم المحكمة الدستورية العليا المصرية الذي ترتب عليه حل مجلس الشعب وأيضا عدم دستورية قانون العزل بالإضافة إلى الإعلان الدستوري المكمل، كلها عوامل زادت المشهد السياسي المصري غموضا وتعقيدا"، متوقعا أن تلقى هذا العوامل والتي وصفها بالمعوقات بظلالها وستؤثر على الرئيس القادم". وأضاف: "أن البعثة لم تتمكن من تقييم ورصد مدى التزام المرشحين بسقف الحملات والدعاية الانتخابية نتيجة غياب هذه الآليات واعتماد المرشحين على أساليب غير موثقة في الدعاية، نتيجة قلة المبلغ المفترض التزامهم به"، موضحا أن البعثة رصدت أيضا التزام 80% من اللجان الانتخابية بالفتح في الميعاد المقرر وتأخر البعض، إلا أن تأخرهم لم يزد عن الثامنة والنصف صباحا. ونوه, بأن المشهد الانتخابي كان راقيا للغاية حيث تم رصد التزام الناخبين بالطوابير والتي كانت محدودة وتقديم العون من القضاة للناخبين في 98 % من اللجان متى احتاجوا ذلك.
وأوضح أن البعثة أوصت بأن تأخذ الإصلاحات الانتخابية في مصر مستقبلا في الاعتبار توفر الطعن على قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية متى تطلب الأمر ذلك، وحصول المرشحين والأحزاب المتنافسين على نسخة من قوائم الناخبين بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وطالب الرئيس الموريشيوسى السابق المصريين بأن يسرعوا في الخروج من المرحلة الانتقالية بشكل سلمى ومنظم، والعمل على صياغة دستور ممثل لكل الشعب. ووجه كاسام أوتيم في نهاية المؤتمر الصحفي رسالة شكر إلى وزارة الخارجية المصرية ولجنة الانتخابات الرئاسية والقضاة الذين تفقدوا لجانهم على حسن الاستقبال والتعاون وتفهم دورهم، وأعرب عن ثقته في أن تجتاز مصر المرحلة الانتقالية بنجاح.