قصيدة "نون" من روائع الشاعر أحمد بخيت

تأتي الروايةُ ، ثم يأتي الرّاويةْ في البدءِ كانَ الشِّعْرُ قَبْلَ القافيةْ
في البدءِ تحرسُ كلّ بيت ٍوردةٌ والياسمينةُ لا تخونُ الداليةْ
زاي
ليْ في البلادِ من البلادِ حبيبةٌ ترعى الحنينَ ولا تنامُ الراعيةْ
وتقولُ للنسيانِ : سِرْ مُتمهلًا....... مَرضيةٌ بالذكرياتِ و راضيةْ
أنا في إناءِ الوردِ لا بستانَ ليْ والوردُ لَمْ يُخلَقْ لِسُكْنَى الآنيةْ
ألف
انْظُرْ لصورتِنا القديمةِ مسَّنا وجعُ السنينِ ولا تزالُ كما هِيهْ
في الصورةِ ازْدَدْنَا شحوبًا مرةً وبكيتُ فابتسمتْ وعادتْ صافيةْ
راء
ودمشقُ تُشبهني تُلِحُّ كَقِطَّةٍ قُلْ لِيْ: أُحِبُّكِ يا ....دمشق الغاليةْ
في العشقِ ما يكفي لأوَّلِ قُبلةٍ نَحيا بها .....ونموتُ.. قَبْلَ الثانيةْ
أمي كَكُلِّ الأمهاتِ تقولُ لِيْ : قُبَلُ الدمشقياتِ ... ...نَهرُ العافيةْ
قاف
مر الشتاء و"باب توما" " ناطرٌ "وأنا_ أمام الحب _ بنت ثمانية
مر الشتاء وأنت وحدك وحدنا والليل يمسك بالأيادي الخاوية
باء
ليلُ العباءاتِ الطويلةِ باردٌ.....بالحبِّ دَثِّرنِي.......... فَرُوحِي عاريةْ
خُذْنِي إلى قَمَرِ الجبالِ وضُمَّنِي حتى أسيرَ على سحابِكَ حافيةْ
خُذْنِي إلى "قاسيونَ" قَبِّلنِي هُنا خُذْنِي إلى "بَرَدَى" وَعُدْ بِيْ ظاميةْ
ألف
_ليتَ الحنينَ إليكَ سدرةُ ملتقى يا ليتَنا _في العاشقينَ _سواسيةْ
رَنَّاتُ هاتِفِكَ الشجيةُ قهوتي في الليلِ.......فَلْنَدَعِ الوسادةَ غافيةْ
نون
العاشقونَ همُ البلادُ وأهلُها ......واليابسون همُ الرمادُ ....وهاويةْ
لا يخجلُ العشاقُ من أشواقِهم ْ... هل تخجلُ الأقمارُ وهْيَ عَلَانِيةْ؟
_ نَامي سَتَفْضَحُنِي ارتباكةُ عاشقٍ والشامُ تغمِزُنِي وأمُّكِ صاحيةْ
ياء
_ ياشالُها الصوفيُّ كلُّ ذنوبِنا مغفورةٌ في الأمسياتِ الشاتيةْ
_ لمْ ألتفتْ لكِ في الوداعِ مهابةً عيناكِ قاسيةُ الجمالِ وحانيةْ
تَتَبَسَّمِينَ لذكرياتِكِ كلِّها أصفى ابتساماتِ الأنوثةِ...... باكيةْ
تأتي الروايةُ ،ثم يأتي الرّاويةْ...................