دمشق: صدرت حديثاً الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر السوري علي كنعان والذي ضمت أعماله التسعة الصادرة حتى الآن، وانقسمت الأعمال إلى جزئين ضم الجزء الأول أربعة أعمال صدرت بين أعوام 1966 و1992، بينما تغطي أعمال الجزء الثاني المرحلة التالية حتى 2009. ووفقاً لصحيفة "الاتحاد" يمثل الشاعر أحد رموز تجربة الحداثة في الشعر السوري المعاصر، وكتب الناقد السوري المعروف صبحي حديدي مقدمة مطولة للأعمال الشعرية تناول فيها بالدراسة والتحليل ملامح تجربة كنعان وتحولاتها ودلالاتها وأهم ماتتميز به بالنسبة إلى تجارب أبناء جيله. تتمثل أهمية صدور هذه الأعمال في كونها تعكس المناخ الشعري الذي هيمن على تجربة جيل شعري بصورة عامة، وتجربة الشاعر بصفة خاصة كانت تشكل امتدادا لتجربة شعر الحداثة عند جيل الرواد والجيل التالي. يقول الشاعر في إحدى قصائده: أحياء في توابيت نزفت كل ُّ عصافير الوطنِ على شوكِ العوسجْ غضبت ما زالت يؤنسها خيطٌ من شمسٍ يتوهج غنَّتْ للحب و للمنجل تشتاقُ بيادِرُها لوناً من شعرِ الحصادِ الأول وعيونٌ كعيون الموتى تحملُ خبزاَ طابوناً يعشقُ خبازه حزنٌ في وجهٍ يتموج عنبٌ من زاوية البيتْ وجِرارٌ يملأها الزيتْ وعروسٌ ترقصُ في هودجْ كانت أرضي خبزاً أسمرْ كانت أرضي مسكاً أذفرْ كانت أرضي حبَّةَ قمحٍ سقط من جمّال القرية فوق البيدر كانت أرضي نوراً،نار وعروساً كلَّلها الغارْ ُمزق ثوب الفرح عليها اغتصبت.. صاحت ... وبكت .. صرخت.... من سيجفُّفُّ دمع العارْ صدِأت أسلحة الثوار سقطت أغنية الثوار كان بعينيها جناتْ كان لها شعر رائعْ فامتدت كل الشهواتْ تقطع حلم الفرح الضائعْ صدأت أسلحة الثوار سقطت أغنية الثوار قدرٌ كانْ أن تعصفنا ريح الموت على جمر الشوق و الآن لن يتسع البحر لوجعي سئمتني أغلال الرقْ يا جذرََ الحزن الضاربِ في عمق الأزمانْ يا وجع الروح وقيد المعصم و الزنزانْ يا صرخة طفلٍ ما سمِعت هبة معتصمٍ للآن ارتدي ينبوع حياة إرتدي في القدس صلاه إرتدي في القدس أذان يا عتمةَ أضرحة الأحياء وطني يحمله التابوت يا موسى أبحرت نبياً وبقيت نبياً يا موسى علمنا كيف صحبت اليمَّ وكيفَ نجى يونس من بطن الحوتْ يا موسى كيف دعوتْ وكيف نجوتْ و فلقت البحر لنصفينْ كيف ابتلعت كل حبال السحرةِ أفعى كيف رميْت عصاك فصارت روحاً تسعى لم يخذلك إله الكون فاغضب أنت نبيُّ الله ولن يخذلك إله الكون فلتغضب زمرةُ فرعون ولتغضب زمرةُ فرعون