يعقد مركز الدراسات والبرامج الخاصة بمكتبة الإسكندرية مؤتمرا دوليا بعنوان "تراث داروين الباقي .. مؤتمر دولي عن المجتمع ونظرية التطور" خلال الفترة من 14 حتى 16 نوفمبر القادم بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني. ويأتي المؤتمر ضمن فعاليات "داروين اليوم" التي تضم محاضرات وبرامج تعليمية ومعارض، ضمن الإحتفال بمرور 200 عام على ميلاد داروين و150 عامًا على صدور كتابه "أصل الأنواع". ويسعي المؤتمر وفق "ميدل ايست" إلى استكشاف أفكار داروين في سياقها، ودعم الحوار العلمي القائم على الاحترام المتبادل للأفكار والثقافات والأديان المختلفة حول نظرية التطور. ويعد كتاب "أصل الأنواع" أحد أهم الأعمال المؤثرة في العلم الحديث وأحد اساسيات علم الأحياء التطوري، والذي أثار جدلا كبيرا بسبب مناقضته الاعتقادات الدينية التي شكلت أساسا للنظريات البيولوجية في هذا التوقيت. وتبقي أفكار تشارلز داروين (1809- 1889) الي الأن محل جدل واسع، منذ ان صدر كتابه "أصل الأنواع: نشأة الأنواع الحيّة عن طريق الانتقاء الطبيعي - أو الاحتفاظ بالأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من أجل الحياة" عام 1859، وفيه يقدم داروين نظريته القائلة أن الكائنات تتطور على مر الأجيال. انتشرت نظرية داروين انتشاراً واسعاً في المجال العلمي، تعتمد النظرية على أن الوجود قام بدون خالق وأن الإنسان تطور من القرد وأن هناك تسلسل في الأجناس البشرية، حيث تدعي النظرية أن المخلوقات جميعها كانت بدايتها من خلية واحدة هي الأميبا، أن التطور البشرى مستمر منذ وجود الإنسان الأول وأن هذا التطور صاحبه هجرات الأنواع البشرية المتطورة عن أسلافها إلى مناطق أخرى جديدة لتتكيف مع الأوضاع الجديدة، مؤكدا أن السلسلة البشرية تظهر تطورا عقليا وذهنيا واستيعابيا يزداد كلما ارتقى في سلم التطور البشرى، وأنه نتيجة لهذا التسلسل في التطور البشرى فإن الأجناس في أسفل السلسلة أقرب للطباع الحيوانية من حيث الاعتماد على الوسائل البدائية والقوة البدنية والجسدية من الأجناس التى في أعلى السلسلة والتي تتميز بالاعتماد على استخدام العقل والمنطق وبالتالي فهي أكثر ذكاءا وإبداعا وتخطيطا وتنظيما ومدنية من الأجناس السفلي في السلسلة. وتنتهي النظرية إلى أن الأجناس فى أعلى السلسلة البشرية لها القدرة والتمكن من السيطرة والتوجيه والتسخير للأجناس التى هى دونها، وكلما كان الفارق فى السلسلة كبيرا كلما كانت عملية السيطرة والتوجيه أسهل، فمثلا يستطيع الأوربيون استبعاد والسيطرة على الزنوج أكثر من سيطرتهم على الأوربيين، وهكذا فبعض الشعوب والأجناس عندها قابلية أن تكون مستبعدة ومسيطر عليها بينما بعضها لديها القدرة على الاستبعاد والسيطرة.