حذر مروان شربل وزير الداخلية اللبناني من فتنة طائفية تطل برأسها في مدينة طرابلس "متاخمة للحدود الشمالية مع سوريا"، مشيرا إلى أن هناك جهودا سياسية مكثفة لنزع فتيل هذه الفتنة قبل أن تأتي على الأخضر واليابس.
وقال الوزير البناني في حوار مع صحيفة "الشرق" السعودية الصادرة اليوم الأحد: "فيما مضى كنت أتخوف على لبنان من فتنة بين المسيحيين والمسلمين، لكن اليوم الخوف الأكبر من استيقاظ الفتنة بين السنة والشيعة، فإذا أوقظت الفتنة السنية الشيعية فإنها ستقضي على كل أخضر ويابس".
وأكد الوزير أن لا وجود لهيكلية كاملة لتنظيم القاعدة كما هو الحال في اليمن، لكن المؤكد أن هناك أفرادا يؤيدونها ويتبنون فكرها التكفيري، والخطورة تكمن في أن يصبحوا منظمين، وهناك أيضا مطلوبون وملاحقون من قبل الأجهزة الأمنية معروفون بالأسماء.
وأضاف الوزير: "شعب لبنان في الشمال طيب، لكني وجدت احتقانا مذهبيا مخيفا وخضت مفاوضات مكثفة مع المجموعات السلفية لإقناعها بفتح الطريق في مكان اعتصامها، ووعدوني بأنهم لن يعيدوا قطعها، كما أعرب المسئولون هناك عن استعدادهم لاستقبال دخول القوى الأمنية والجيش وانتشارها في الشوارع والأحياء".
ورفض الوزير اللبناني ما يتردد بشأن فصل الشمال وإخراج الجيش منه تمهيدا لجعله منطقة عازلة قائلا "لا يمكن لأحد أن يفصل أية منطقة لبنانية عن الوطن، والقرار في هذه المسألة يعود للدولة اللبنانية وحدها".
وأعرب مروان شربل وزير الداخلية اللبناني عن أمله في عودة الهدوء إلى طرابلس لأن عودة الاضطرابات واشتعال الشمال يعني أن لبنان بأكمله في خطر، فالمسألة تخطت الشق الأمني، لأن الأجهزة الأمنية يمكنها أن تضبط الوضع إذا كان هناك قرار من القيادات السياسية بذلك، الحل الجذري يجب أن يكون سياسيا، لأن الحل الأمني مكلف ولا يعالج أصل المشكلة، الرهان الآن على تعقل القيادات السياسية لتجاوز هذا الانقطاع بينها، لأن استمرار الوضع في الشمال على حاله من التوتر والاحتقان سيجعل من طرابلس المنطلق لأكبر فتنة ستحصل في تاريخ لبنان".
وشدد شربل على أنه لا استقرار أمنيا في لبنان دون استقرار في سوريا، نتمنى أن تنتهي الأزمة في سوريا في أسرع وقت لوقف تداعياتها وذلك من أجل مصلحة لبنان وسوريا.